السلاسل العلميةسلسة الهداية في بيان حد الإسلام وحقيقة الإيمان بين التأصيل والتنزيل

مَنْهَجُ القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ فِي نِسْبَةِ العَيْنِ إِلَى القَوْمِ: الدَّرْسُ الحَادِي عَشَرَ وَالأَخِير: الجُزْءُ الثَّانِي

الجزءُ الثّاني: خاتمَة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاة وَالسَّلَام عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ أَمَّا بَعْدُ..

  • نَصِلُ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ إِلَى خِتَامِ هَذِهِ “السِّلْسِلَةِ المُبَارَكَةِ”، وَنَقُولُ: أَنَّ مَنْ شَرَحَ الله صَدْرَهُ بِالتَّوْحِيدِ، واسْتَنَارَ قَلْبُهُ بِالْإِيمَانِ، ثمّ نَظَرَ مِنْ عُلُوِّ الإِسْلَامِ إِلَى الظَّلَامِ البَهِيم، وَالجَاهِلِيَّةِ النَّكْرَاءِ فِي هَذَا الزَّمَانِ، عَلِمَ قَدْرَ النِّعْمَةِ التِي أَنْعَمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عَلَيْهِ، وَمَن اسْتَمْسَكَ بِالنُّصُوصِ المُحْكَمَاتِ، وَالآيَاتِ البَيِّنَاتِ، تَسَاقَطَتْ عِنْدَهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الشُّبُهَاتُ التِي يَطْرَحُهَا وَيَعْرِضُهَا أَهْلُ الشَّكِّ وَالكُفْرِ بِاللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَبَانَ لَهُ عوَارُهَا، وَانْكَشَفَ عَنْهُ زَيْفُهَا، فَمَنْ عَرَفَ الإِسْلَامَ بِحَدِّهِ كَمَا سَبَقَ مَعَنَا وَالجَاهِلِيَّة كَذَلِكَ بِحَدِّهَا عرفَ وَصْفَهَا، وَعَرَفَ أَهْلَهَا، فَأَلْحَقَ كُلَّ قَوْمٍ بِوَصْفِهِ الصَّحِيحِ، ومَنْ عَرَفَ كَذَلِكَ مَنْهَجَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ فِي هَذِهِ الْقَضِيَّةِ الْعَظِيمَةِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِأَسْمَاءِ الدِّينِ وَأَحْكَامِهِ، أَيْقَنَ أَنَّ هَذِهِ الدُّور التِي يَرَاهَا أَمَامَهُ فِي هَذَا الزَّمَانِ، وهِي الدُّورُ التِي أُظْهَرَتْ وَاسْتَعْلَنَتْ بِالْكُفْرِ وَصُرُوحِ الشِّرْكِ، وَمَشَاهِد مُحَادَّة الِلهِ عَزَّ وَجَلَّ، فِي الحُكْمِ، وَالطَّاعَةِ، وَالعِبَادَة، أَنَّهَا دُورُ كُفْرٍ، أَهْلُهَا كُفَّارٌ، وَالعَيْنُ مِنْهُمْ تُلْحَقُ بِدِين قَوْمِهَا، إِلَّا مَنْ أَظْهَرَ المُخَالَفَةَ فِيمَا أَظْهَرُوهُ مِن الكُفْرِ وَالشِّرْكِ بِاللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، سَبَقَ أَنَّ هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ الْمُعْتَبَرُ فِي مِثْلِ هَذِهِ الدُّورِ، فَحِينَما يَعْرِفُ كُلّ ذَلِكَ بِالأَدِلَّةِ تَتَسَاقَطُ حَوْلَهُ الشُّبُهَاتُ، وَتَظْهَرُ لَهُ المَسْأَلَةُ وَاضِحَة فِي صَفَاءٍ، لَا يَقُومُ غَبَش الشُّبْهَةِ فِي دَفْعِ اليَقِينِ، وَلَا تَعْكِيرِ صَفْو الحَقِّ المُبِينِ، نَقُولُ: أَنَّ الشُّعُوبَ فِي هَذَا الزَّمَانِ إِنَّمَا هِيَ دُورٌ مُمْتَنعَةٌ عَنْ تَحْكِيمِ الشَّرِيعَةِ وَإِقَامَةِ دِينِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، هَذِهِ الشُعُوبُ الغَارِقَة فِي صُنُوفِ الكُفْرِ وَالشِّرْكِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالجَهْل بِلَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَالإِعْرَاض عَن تَعَلُّمِ الإِسْلَامِ بِحَدِّهِ الصَّحِيحِ، هَذِهِ الشُّعُوبُ التِي كَمَا سَبَقَ أَنَّهَا فِي حَقِيقَةِ أَمْرِهَا هِيَ: طَّوَائِف مُمتنعةُ عَنْ إِقَامَةِ هَذَا الدِّينِ، وَتَحْكِيمِ شَرِيعَةِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، – طَوَائِف مُمْتَنِعَةٌ وَذَلِكَ بِمُوجبِ قَانُونِ النُّصْرَةِ الذِي سَنَّهُ الطَّوَاغِيتُ فِيهَا، وَيُسَمُّونَهُ خِدْمَة العَلَمِ أَوْ الخِدْمَة الوَطَنِيَّة، وَهُوَ الوَاجِب المُقَدَّسُ عِنْدَهُمْ، فَرِجَالُهُمْ إِنَّمَا هُمْ جُنُودُ إِحْتِيَاط لِنُصْرَةِ الطَّاغُوتِ، فَيُدَرَّبُونَ، وَيَتَرَبَّوْنَ عَلَى الوَلَاءِ لِلوَطَنِ، وَالْوَلَاء لِلطَّاغُوتِ، وَيَسْتَعْمِلُهُمُ الطَّاغُوتُ حِينَمَا يُرِيدُ ذَلِكَ، فِي دَفْعِ مَنْ خَرَجَ عَنْهُ أَوْ مَنْ أَرَادَهُ عَلَى عَرْشِهِ، هَذِهِ الشُّعُوبُ التِي فِي زَهْوِهَا تُنَكِّتُ بِالِاسْتِهْزَاءِ بِآيَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَفِي غَضَبِهَا تَنْتَفِضُ بِسَبِّ ذَاتِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَكَذَلِكَ فِي أَمْثَالِهَا كُفْرٌ كَثِيرٌ، هَؤُلَاءِ العَبِيدُ لِلعَبِيدِ، المُتَجَنِّسِينَ بِدِينِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ، الخَاضِعِينَ لِمِلَّةِ الْعلمَانِيَّةِ، المُنْقَادِينَ لِشَرِيعَةِ الطَّاغُوتِ، هَذِهِ الشُّعُوب التِي أَعْلَنَت الكُفْرَ البَوَاحَ كَالِاسْتِحْلَالِ، وَكَذَلِكَ التَّحَاكُم لِلطَّاغُوتِ، وَالتَّشْرِيع مِنْ دُونِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَالِانْتِخَاب وَنَحْو ذَلِكَ.. فَالشُّعُوبُ هِيَ الحَاكِمَةُ فِي هَذَا الزَّمَانِ، لِأَنَّ دِينَ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ قَائِمٌ عَلَى حَاكِمِيَّةِ الشُّعُوبِ، وَعَلَى أَنَّ التَّشْرِيعَ إِنَّمَا هُوَ حَقٌّ لِهَذِهِ الشُّعُوبِ، فَالشُّعُوبُ هِيَ مَنْ تُنِيبُ هَؤُلَاءِ البَرْلَمَانِيِّينَ الذِينَ يُشَرِّعُونَ لِلنَّاسِ القَوَانِينَ، وَيَسُنُّونَ لَهُم النُّظُمَ، ثُمَّ تُطِيعُهُمُ الشُّعُوبُ وَتَنْقَادُ لَهُمْ هَذِهِ الحُثَالَاتُ، كَذَلِكَ هَذِهِ الشُّعُوبُ تَرْفُضُ شَعَائِرَ الإِسْلَامِ كَالجِهَادِ، وَكَذَلِكَ السَّبْي، وَتَصِفُهَا بِالإِرْهَابِ، وَالتَّخَلُّفِ، وَالرَّجْعِيَّةِ، هَذِهِ الشُّعُوبُ التِي فَشَى فِيهَا التَّجَهُّمُ، وَتَعْطِيلُ الصِّفَاتِ، وَحَصْرُ الكُفْرِ بِالمَعْرِفَةِ، وَنَفْي العُلُوِّ لِلهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَهِيَ تَجْرِي عَلَى دِينِ الأَشْعَرِيَّةِ، وَالجَهْمِيَّةِ، هَذِهِ الشُّعُوبُ التِي انْتَشَرَ فِيهَا الشِّرْكُ بِاللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى- مِنْ شِرْكِ الْقُبُورِ، وَشِرْك الْقُصُورِ بِأَنْوَاعِهِ وَصُوَرِهِ، هَذِهِ الشُّعُوبُ التِي تُعَظِّمُ الطَّوَاغِيتَ، وَالأَوْثَانَ، وَتُنصِّبُ التَّمَاثِيلَ، وَالأَصْنَامَ، وَتَعْبُدُهَا مِنْ دُونِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، هَذِهِ الشُّعُوبُ التِي تُقَاتِلُ تَحْتَ هَذِهِ الرَّايَاتِ الجَاهِلِيَّةِ – العَلَمُ- وتُعَظِّمُه وَتُقَاتِلُ دُونَهُ فِي صُمُود، هَذِهِ الشُّعُوبِ التِي أَكْثَرُ مَجَالِسِهَا هِيَ مَجَالِسُ كُفْرٍ بِاللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، كَأَمَاكِنِ الشِّرْكِ بِاللهِ، وَهَذِهِ المُظَاهَرَات، وَالْأَخْبَار، وَالْقَنَوَات، وَالْإِذَاعَات وَالْمَدَارِس، وَالْجَامِعَاتِ، وَالْأَعْيَادِ الكُفْرِيَّةِ، التِي تَشْهَدُهَا، وَهَذِهِ الْمَلَاعِبُ التِي يُحْكَمُ فِيهَا بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ، وَمَا هَذَا إِلَّا غَيْض مِنْ فَيْضٍ، وَحَبَّة مِنْ فَلَّاة لِكُفْرِ هَذِهِ الشُّعُوبِ، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .
  • فَالنَّاسُ اليَوْمَ قَدْ دَخَلُوا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهِمْ فِي دِينِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ تَعَالَى، وَأَظْهَرُوا المُوَافَقَةَ، وَالِاتِّبَاعَ لِأَوْضَاعِهَا، وَالِانْقِيَادَ لِقَوَانِينِهَا وَأَحْكَامِهَا، وَالتَحَقُوا بِمَدَارِسِهَا وجامعاتها، وَتَوَظَّفُوا فِي مُؤَسَّسَاتِهَا، وَقِطَاعَاتِهَا، وَاعْتَنَقُوا بِذَلِكَ دِينَ الوَطَنِ، فَلَهُمْ حُقُوقُ الْمُوَاطَنَةِ وَعَلَيْهِمْ وَاجِبَاتُهَا، وَمِنْهَا الدِّفَاعُ عَنْ هَذَا الْوَطَنِ، وَالْإِعْدَادُ لِذَلِكَ بِالْخِدْمَةِ الإِلزَامِيَّةِ، وَكَذَلِكَ المُشَارَكَة فِي الحُكْمِ وَالتَّشْرِيعِ، وَيُسَمُّونَهَا الْمُشَارَكَة بِالْعَمَلِيَّةِ السِّيَاسِيَّةِ، وَكَذَلِكَ إِقَامَة أَرْكَانِ الطَّاغُوتِ فِي الْأَرْضِ ويُسَمُّونَهَا بِنَاءَ الْوَطَنِ وَالْمُشَارَكَة فِي بِنَائِهِ وَتَعْمِيرِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ… فَهُمْ عَبِيدٌ لِهَذَا الوَطَنِ الذِي هُوَ فِي حَقِيقَةِ أَمْرِهِ أَنَّهُ وَثَن، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ كُلِّ ذَلِكَ بَعْضُ النَّاسِ، وَيَقُولُ: أَنَّ هَذَا الذِي وَقَعَ فِيهِ هَؤُلَاءِ – كَفْرٌ دُونَ كُفْرٍ – وَأَنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ القِبْلَةِ، وَيَحْتَجُّون عَلَى تَصْحِيحِ مِثْلِ هَذَا الوَاقِعِ الْمُنْسَلِخِ عَنْ دِينِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَيُرَقِّعُ لِأَهْلِ هَذِهِ الدِّيَانَةِ الوَضْعِيَّة الذِينَ خَرَجُوا مِن دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَفْوَاجًا أَفْوَاجًا، يَأْتِي بِآثَارٍ فِي وَقَائِعَ مُبَايِنَةٍ تَمَامًا بِمَا فِيهِ النَّاسُ الْيَوْمَ، كَأَنَّهُ لَا يَعْلَمُ، بَلْ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّ مَا وَقَعَ فِيهِ النَّاسُ الْيَوْمَ إِنَّمَا هُوَ أَشَدُّ بَأْسًا وأشنعُ مِمَّا وَقَعَ فِيهِ النَّصَارَى وَالْيَهُودُ فِي غَابِرِ الزَّمَانِ .
  • نَقُولُ: إِنَّ تَحْقِيقَ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ فِي مِثْلِ هَذَا الزَّمَانِ، يَكُونُ كَمَا أَمَرَ اللهُ تبارك وَتَعَالَى فِي قَوْلِهِ: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ} [الْمُمْتَحنَة ٤]، فمَنْ حَقَّقَ الْبَرَاءَةَ مِنْ قَوْمِهِ وَمِمَّا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ، وَكَفَّرَهُمْ، وَعَادَاهُمْ، وَأَبْغَضَهُمْ، وَآمَنَ بِاللهِ، وَاسْتَسْلَمَ لَهُ بِالتَّوْحِيدِ كَمَا سَبَقَ مَعَنَا وَبَيَّنَّاهُ فِي هَذِهِ السِّلسِلَةِ، وَلَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا فِي العِبَادَةِ، وَالحُكْمِ، وَالطَّاعَةِ، وَالِاتِّبَاعِ، وَالمَحَبَّةِ، وَاجْتَنَبَ عِبَادَةَ الطَّاغُوتِ، وَاتَّبَعَ مَا أَنْزَلَ اللهُ، وَكَانَ عَبْدًا لِلهِ فِي التَّلَقِّي، وَالطَّاعَةِ وَالِاتِّبَاع لَا عَبْدًا لِلطَّوَاغِيتِ، أوْ وَلِيًّا لِلكَافِرِينَ، نَقُولُ بِإذنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ حَقَّقَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ تَعَالَى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (١٠٦)} الأنْعام، قَالَ تعَالى: {فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٥٦) اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٥٧)} البقَرة، فَمَنْ فَقَدْ حَقَّقَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ، وَاسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى، وَالكَلِمَة الْبَاقِيَةِ، وَلَا تَكُنْ يَا عَبْدَ اللهِ مِمَّنْ أَصَمَّ آذَانَهُ، وَاتَّبَعَ شُيُوخَهُ وَخِلَّانَهُ، وَتَوَلَّى بَعْدَ ظُهُورِ الْحَقِّ وَبَيَانِهِ، وَعَانَدَ بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ فاسْتَوْجَبَ عَذَابَهُ، وَكَانَ مِمَّنْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمْ: {الذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (١.١)}، يَقُولُ قَتَادَةُ: “كَانُوا عُمْيا عَنِ الْحَقِّ فَلَا يُبْصِرُونَهُ صُمًّا عَنْهُ فَلَا يَسْمَعُونَهُ” تَفْسِيرُ الطَّبَرِيّ.
  • نسْأَلُ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُقِيمَنَا عَلَى المِلَّةِ الغَرَّاءِ، وَيُثَبِّتَنَا عَلَى المَحَجَّةِ البَيْضَاءِ حَتَّى نَلْقَاهُ، اللَّهُمَّ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ . _ • نِهَايَةُ السِّلْسِلَةِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ •

📜

سراج الطريق

نحن نزاعٌ من القبائل حققوا البراءة من هذه الجاهلية النكراء … نحن الغرباء الذين تقلدوا لواء الإصلاح … بقايا الحنفاء من يُصلحون إذا فسد الناس … نحن القلة المستضعفة … القلة التي تفر بدينها … القلة السالكة المستوحشة … الحاملون لجراح أمتهم … سراج الظلم في تيه الجاهلية … الأمل في عود الضياء … عِصابة المسلمين وعصارة الموحدين في زمن أقفر ما بين لبنتيها من المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى