الصوتيات والمواعظ

رسالة عاجلة لكل أخت مسلمة

صوتية بعنوان: رسالة عاجلة لكل أخت مسلمة للشيخ أبي همام الإدريسي حفظه الله تعالى

   – بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد:

  • فإن أعظم النعم على الإطلاق هي نعمة الإسلام وخاصة في مثل هذا الزمان❁ هذا الزمان الذي عظمت فيه الفتنة وتشعبت فيه أودية المحنة❁ نعم لقد حق على كل مسلم ومسلمة أن يشكر الله تبارك وتعالى على هذه النعمة العظيمة ويتضرع إلى الله بالدعاء أن يفرغ عليه صبرا ويتوفاه مسلما❁ وأن يثبته على ملة إبراهيم وأن يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن، لقد عمل الطواغيت بكل السبل على تيسير سبل الانحلال والغواية❁ وغلق أبواب العفاف والهداية❁ حتى صارت الرذيلة في متناول الجميع❁ فصار الفساد منتشرا … والعهر غير مستتر، بل صار غير جالب للعار عند الكثير من المتشبعين بثقافة الحداثة العصرية❁ للأسف الوضع يسير للأسوء وفي هبوط مريب ويزداد تدهورا ومرارة يوما بعد يوم❁  حتى أصبح المسلم يخاف على نفسه وأهله وبنيه من الانحراف والضياع في مستنقعات الرذيلة والله المستعان.
         إن فتنة مساكنة المشركين تحت هذه الأنظمة الجاهلية التي تجرف الناس في سيلها النجس العرم … فتنة عظيمة على دين المسلم … وأخلاقه، وأهله … وذراريه والنجاة منها أمر عزيز يبذل فيه الغالي والنفيس … وإن من أعظم الفتن في هذا الزمان فتنة الأنترنت والتي كسرت حواجز كثيرة❁ ودخلت بيوت العفيفات❁ وفتحت أبوابا للخير والشر على مصراعيها❁ فقربت البعيد … ويسرت العسير حتى صار الكون كالقرية الواحدة في مواقع أوصلت الأجناس بعضها ببعض❁ ففتحت آفاقا للخير لمن أجاد استعمالها واتقى الله تبارك وتعالى في خلواته وجلواته❁ وإن المبارزة لله تعالى تسقط العبد من عينه سبحانه❁ وفي المقابل فتحت أبواب الشر والمعاصي على ذوي القلوب الضعيفة فكانت معول هدم للأخلاق ومزالق للشيطان❁ ومراتع لقضاء النزوات والشهوات المحرمة❁ نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية.
           أختي المسلمة إني لكي ناصح❁ وعليك مشفق❁ وإني عليك أغَار❁ فالله الله في دينك وعرضك❁ لا تجعلي الله عز وجل أهون الناظرين إليك❁ ولا تكوني كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا … لا تخوني الله ورسوله وتخوني الأمانة وتحيدي عن الصيانة❁ فإن العفاف لكِ حلة فلا تخلعي جلبابه❁ وإن الحشمة لك خصلة فلا تخلعي رداءه قال تعالى: «فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُۚ».
    اعلمي يارعاكِ الله أن لشياطين الإنس والجن خطوات من الأدنى إلى الأعلى إن استرسل معها قادته نحو مصرعه وهلاكه قال تعالى: « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (٢٠٨)» البقرة❁ لذلك ينبغي عليكِ قطع ذرائع الشر والفتنة … وإغلاق جميع أبوابها ثم ترمي بالمفاتيح في بئر عميق وقعر مضيق❁ إن من أعظم أبواب الفساد والفتنة فتح المجال أمام الرجال دون ضوابط شرعية وهذا الذي نريد الكلام فيه في هذه الصوتية نقول:

      أن حديث المرأة مع الرجال له صور متعددة:
إما أن يكون لمصلحة دينية أو دنيوية❁ أي: أن المرأة قد تحتاج إلى الكلام مع الرجال لمصلحة تقويم دينها من استفتاء … أو استقضاء … أو تحصيل علم شرعي ونحو ذلك…
أو لمصلحة دنيوية كالحديث مع الباعة في الأسواق … أو مع الأقارب ونحو ذلك…❁ وهذا الحديث إن كان بضوابط شرعية دون خضوع بالقول أو تكلف من المرأة فلا حرج في ذلك ولا بأس به قال تعالى: «فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا(٣٢)» الأحزاب❁ أما إذا كان الحديث مع الرجال في فضول الكلام وما يسترسل فيه من القصص والحكايات والأنس بذلك فلا شك ولا ريب أن هذا باب شر عظيم على المرأة❁ ويزداد الأمر شناعة إن كان في خلوة في مثل هذه المواقع كالواتس أب والماسنجر وغيرها من أوكار الشياطين … فهو خلوة محرمة … وزلة مؤكدة … ولن تخرج المرأة منه بقلب سليم❁ بل هو سبيل إلى الردى❁ ومدعاة إلى الوقوع في حبائل الشيطان وشباكه وشراكه❁ ولا شك في ذلك ولا ريب❁ والواقع خير شاهد على ذلك.
الصورة الأخرى هي: التي يجر إليها فتح باب فضول الكلام على مصراعيه❁ فغالبا يجر إلى الإعجاب من الطرفين ثم التعلق وينتهي بزنا العين … والسمع … أو حتى زنا الفرج .. والله المستعان❁ هذا إن لم تستيقظ المرأة من غفوتها وسكرتها قبل فوات الأوان.

   الواجب على الأخت المسلمة أن تحفظ دينها وعرضها وهذه وصايا أوصيها بها:

أول شيء: لابد أن تعلم المرأة أن قوتها في غلق أبواب الفتنة وسد ذرائعها❁ لأن الله تبارك وتعالى نهى عن قرب الزنا فيقول الله تبارك وتعالى ناهيا عباده عن الزنا وعن مقاربته وهو مخالطة أسبابه بقوله: «وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (٣٢)» الإسراء❁ فنهى عن مقاربته وسلوك خطوات الشيطان والاسترسال بذلك وهو مخالطة أسبابه❁ فالمرأة التي تخوض في غمار هذه الفتن سوف تجرجر إلى الرذيلة والعياذ بالله❁ لأن المرأة ضعيفة بطبعها قد يقودها قلبها إلى نهايتها❁ وفي المقابل قوتها في تقوى الله تبارك وتعالى وسد ذرائع المعاصي❁ وغلق أبوابها.
الأمر الآخر: إن شعرت المرأة في تعاملها المشروع مع أحد الرجال أنه يريد أن يسوقها إلى ما يريد❁ ولا شك أن النساء يعلمن ما يريده الرجال غالبا❁ فلا بد هنا من القوة والحزم معه ووضعه عند حده في أسرع وقت ودون تردد لأن الإبقاء على مثل هذه العلاقة هو إبقاء للفتنة خامدة قد تستيقظ في حال ضعف في الدين ونحو ذلك…
الأمر الآخر لابد للمسلمة أن تكون ذكية فطنة وتعلم أن لا أحد يستطيع أن يأخذ منها شيئا إلا برضاها❁ وأن الباب هي من تفتحه بيدها وهي كذلك من تغلقه بنفسها فلتتقي الله تبارك وتعالى ولا تكن لعبة بين أيدي السفهاء فإن الله تبارك وتعالى قد يسترها ويسترها ويمهلها فإن تمادت في غيها فلتحذر من هتك سترها وفضحها ولتعلم أن لها مقامٌ عظيمٌ يوم تبلى السرائر .. وتكشف السواتر.
الأمر الآخر: المرأة المسلمة إن كانت أرملة أو زوجة أسير أو لا رجل يذود عن حماها فلابد أن تتعامل مع أصناف الرجال بقوة الرجال وأن تترك الأنوثة حتى يعود صاحبها❁ لا تظن أن الرزق قد يساق إليها مع من منقصة في دينها فحاشا لله ذلك❁ فإن التقية النقية إن سدت بابا في وجه باغٍ فإن الله تبارك وتعالى يفتح لها أبواب رزق أضعاف ما تركت «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا  وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» الطلاق❁ الأمر الآخر يجب على المرأة المسلمة أن تعلم أن الذي يريد الحلال يأتيه من أبواب الحلال❁ أما من يطرق باب الحلال بالحرام فهذا غالبا ما يريد إلا نزوة عابرة أو شهوة حاضرة❁ ولو فرضنا أنه يريد حلالا وأخطأ طريقه وبدأه بالحرام فستكون هذه العلاقة علاقة فاشلة على الغالب الأعم لأن ما بني على باطل فهو باطل❁ وعلى فرض استمرارها .. فسيؤثر ذلك الحرام على الثقة بين الطرفين فينغص العيش بينهما.
الأمر الآخر: أختي المسلمة المستضعفة لو جاءك من يريد الزواج فلابد أن تستخيري الله المرة بعد المرة❁ وأن تطلبي من يزكي هذا الرجل وأن تكون ولايتك عند من ترضين من عدول المسلمين الثقات❁ فإن ذلك أدعى لحفظ أمرك أتم حفظ❁ فإن وقع القبول بعد ذلك فيا حبذا لو يكون العقد بين يدي الدخول❁ فإن لم يكن فلا تعطيه ما يريد حتى يجمع الله بينكما.
الأمر الآخر: أختي المسلمة لا تتسرعي في اتخاذ القرار❁ فالصبر والانتظار أهون بكثير من زواج فاشل تبقى تبعاته إلى آخر العمر❁ فلا بد أن تختاري من ترضين دينه وخلقه ولا تنظري إلى عدد زوجاته فإن أكمل الرجال أكثرهم نساء❁ ولا تتسرعي في أمر لكِ فيه أناة❁ فخذي الوقت في الاستخارة والسؤال❁ وإن جاءك من ترضين به دينا وخلقا وعدالة فإياك أن ترفضيه لعلل واهية أو نظرة قاصرة فتندمي بعد ذلك فهو رزق ساقه الله لكِ فاغتنميه.

  • أختي المسلمة المتزوجة احفظي زوجك في كل شيء في سمعك .. وبصرك .. وحجابك .. وخمارك .. في خلوتك .. وجلوتك .. في ليلك ونهارك واصبري معه في السراء والضراء❁  كوني له إذا نظر سر❁ وإذا أمر أطيع وإذا غاب حفظ في عرضه وماله❁ راعي أمر بيته❁ وربي ولده❁ وكوني له كما يحب أن تكوني.

هذه كلمات للأخوات الكريمات عسى الله تبارك وتعالى أن ينفع بها وأسأل الله عز وجل أن يحفظ كل مسلمة من شر الأشرار وكيد الكفار❁  والله غالب على أمره.

  • وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

سراج الطريق

نحن نزاعٌ من القبائل حققوا البراءة من هذه الجاهلية النكراء … نحن الغرباء الذين تقلدوا لواء الإصلاح … بقايا الحنفاء من يُصلحون إذا فسد الناس … نحن القلة المستضعفة … القلة التي تفر بدينها … القلة السالكة المستوحشة … الحاملون لجراح أمتهم … سراج الظلم في تيه الجاهلية … الأمل في عود الضياء … عِصابة المسلمين وعصارة الموحدين في زمن أقفر ما بين لبنتيها من المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى