الصوتيات والمواعظالقضية الفلسطينية

القضية الفلسطينية

صوتية بعنوان : القضية الفلسطينية

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى أما بعد …

فلقد كانت القضية الفلسطينية هي القضية العادلة عند الجاهليين على مدار العقود الماضية، وكانوا لا يرون شرعية القتال الذي يسمونه مقاومة إلا في فلسطين وضد اليهود … وهذا المفهوم مستقى من تحرير الوطن من الغاصب والمستعمر، فرسخوا فيهم مشروعية دفع المحتل والقتال من أجل الوطن، فحُصر الجهاد في الدفع دون الطلب، وحصر الجهاد المعاصر في تحرير الأقصى دون غيره من المقدسات  والمغتصبات، وكل ما دون ذلك فهو تطرف وأصولية وإرهاب … ومع كل هذا الزخم الإعلامي لهذه القضية لم نسمع منهم إلا الصياح والعويل، ولم نرَ إلا المسيرات السلمية هنا وهناك، فلم يتحرك منهم أحد في النصرة العملية لهذه القضية، ولا تسمع من أوليائهم إلا بيانات الإدانة والاستنكار، وكل طواغيت العرب مشاركين في خنق هذه القضية ومحاصرتها، كما باع الحافظ القنيطرة والجولان لليهود، وبنى المصريون جدار فولاذيا في سيناء، وهدموا الخنادق، وأغلقوا المعابر وكانوا حراسًا يرابطون على أمن وسلامة اليهود، فبقاء عروشهم  معلقة مع رخاء وأمن وسلام اليهود في الشرق الأوسط … وكثيرٌ منهم  من طبَّع العلاقات مع اليهود، ومنهم من ينتظر إلى ذلك سبيلا، وهذا اعتراف ضمني بهذه الدولة المغتصبة التي قامت في أكناف بيت المقدس، فهزلت تلك القضية وانكمشت، وصارت قضية يتاجر بها أهلها قبل غيرهم، فبين الفينة والأخرى تقوم مناوشات بين الطرفين فيطلقون فيها رشقات صاروخية وعبارات حماسية حتى يستعطفوا بها العالم العربي، العالم  الذي لا يملك لهم إلا الدعاء ولا يرمي لهم إلا الفتات.
      لقد علم كل عاقل في هذه الديار  .. علم أن الطواغيت قد وقعوا العهود على نصرة اليهود، وقد تجسد ذلك في مبادرات التطبيع معهم ومبادرة القرن التي أطلقها الأمريكان، وأن جيوشهم هي لحماية عروشهم من المتطرفين والإرهاب، ولمن ألبسوه هذا الثوب الفضفاض، وأن هذه الجيوشَ الطاغوتية لن تقاتل نصرانيا ولا يهوديا ولا مجوسيا ولو قُتل أهل غزة أو غيرهم من الجاهليين آلاف المرات، ولو شُردوا كما تَشرد اليهود قبل وعد بلفور، ولو قطع أطفالهم بالصواريخ إربا إربا، ولو قصفت المشافي والمساجد والمعابر والشوارع … لن ينتصر الطواغيت لأي قضية ولو كانت بمقاييسهم التي تكيل بمكاييل … ألم يئن للناسِ أن يعلموا أن الطواغيت هم سببُ كلِ خذلان لهذه الأمة المنتكسة … ألم يعلموا أنهم هم الذين كفروا الشعوب وأدخلوهم في دينهم وحكَّموهم إلى زبالات قوانينهم، وأجروا عليهم شرائعهم وبدلوا فطرهم في مدارس الطاغوت وثكنات الخدمة الإلزامية … ولما طالبوهم بنصرة القضية الفلسطينية التي أنشؤوهم على الولاء لها، جعلوا رؤوسهم كالنعام تحت الثرى … وأيديهم ملطخة من دماء أهلها.
 
      لقد خذل الطواغيت هذه القضية من عقود، بل صاروا فعليا في خندق اليهود … الأمرَ الذي دفع حكومة حماس الديمقراطية إلى إيجاد البديل في النصرة والحلول … وما هو البديل يا ترى؟ إنه الحلف مع شر من وطئ الثرى، أحفاد اليهوديّ ابن سبأ، الطاعنينَ في ظهر  الأمة من قرون وأزمان، أهل الغدر والنقض والتاريخ شاهد … لقد تحالفت حماس الإخوانية مع الروافض الأنجاس،  فازدادت كفرا وخذلانا وبعدا وانتكاس … وهذا حال الإخوان المفاليس قوم لادين لهم ولا حكمة ولا سياسة … فأغرى بهم الروافض بالطوفان، وكان الضرب الموجع لليهود الذي أسقط فزاعة الموساد، فكما سقطت فزاعة القبة الحديدية بصواريخ محلية الصنع، … ولما بدأ الرد من أحفاد القردة والخنازير، ونزلت حاملات الطائرات الأمريكية في المنطقة، ترك الروافض حماس وأهل غزة وشأنهم وتركوهم إلى قدرهم بعد أن منوهم بالنصرة والإسناد ولسان حالهم كالشيطان لما ( نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكُمۡ إِنِّيٓ أَرَىٰ ‌مَا ‌لَا ‌تَرَوۡنَ ) [الأنفال: ٤٨].

      يا أهل غزة إن الخذلان الذي تعيشونه هو من أنفسكم، فأنتم من خذل دين الله فخذلتم … خُذلتم لما كان فرع جهادكم من كتائب القسام ديمقراطيا وثنيا … خُذلتم لما علقتم قلوبكم بالطواغيت العربية … خذلتم لما أشركتم بالله في العبادة والطاعة والحاكمية … خذلتم لما وضعتم أيديكم مع إيران النجسة الرافضية … وهذا يدعوكم إلى مراجعة دينكم وولائكم وبرائكم ، مراجعة عقيدتكم وإسلامكم وما أنتم عليه … فلا يصح إسلام عبد حتى يحقق البراءة من الطواغيت، ويحقق البراءة من الشرك بالله تعالى ويحقق البراءة من هذه الأقوام المشركة والديار الكافرة، فعودوا الى دين ربكم يرفع عنكم هذا الخذلان وينصركم على عدوكم .. روي عن عَبْد اللهِ بْن عُمَرَقال ، قال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” تَقْتَتِلُونَ أَنْتُمْ وَيَهُودُ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: ‌يَا ‌مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي تَعَالَ فَاقْتُلْهُ “» …

تأمل قول الجماد يا مسلم، فإن الجماد يعرف المسلم من الكافر، وقومنا لا يعرفون الكافر من المسلم فأنى لهم علوا ونصرا وتمكينا فهل حققتم الإسلام حتى يقول لكم الجماد يا مسلم، حتى يدلكم الجماد على عدوكم هل نصرتم ربكم حتى تستوجبوا نصره على عدوكم.
(اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون)
“وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين “.

سراج الطريق

نحن نزاعٌ من القبائل حققوا البراءة من هذه الجاهلية النكراء … نحن الغرباء الذين تقلدوا لواء الإصلاح … بقايا الحنفاء من يُصلحون إذا فسد الناس … نحن القلة المستضعفة … القلة التي تفر بدينها … القلة السالكة المستوحشة … الحاملون لجراح أمتهم … سراج الظلم في تيه الجاهلية … الأمل في عود الضياء … عِصابة المسلمين وعصارة الموحدين في زمن أقفر ما بين لبنتيها من المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى