![](https://seiraj.com/wp-content/uploads/2023/10/iQ5Q40IM0rjcX6A5mYAl-1-qs9nk-780x470.jpg)
السؤال : ما تفصيل مسألة التقية، وما هي حدود التقية للأخت في المخيم ؟
الجواب : نـقـول أن التـقـيـة هي أن “يقـول الـعبـد خـلاف مـا يعـتـقـده لاتقـاء مـكـروه يقـع بـه لـو لـم يـتكلم بالتقيـة “[[1]]، والأصل في التقيـة الحـظـر وهي رخصـة عـنـد وجـود الخـوف مـن مـكـروه متحقـق الـوقـوع، وحيـث لا يكـون للمسلم أو المسلمة مخلـص مـن الأذى إلا بالتقيـة … فالتقيـة إنمـا تـكـون إذا كـان الـرجـل أو المـرأة في قـوم كـفـار يخـاف مـنهم عـلـى نفسـه ومـالـه، فـلا تـحـل إلا عنـد خـوف القتـل أو القطـع أو الإيذاء الشـديد، وصـورتها فـي حالـة الاستضعاف كمـا قـال مـعـاذ بـن جـبـل ومجاهـد: «كانـت الـتـقـيـة في جدة الإسـلام قـبـل قـوة المسلمين، فأمـا الـيـوم فـقـد أعز الله الإسلام أن يتقوا من عدوهم»[[2]] .
وعليـه فـإذا كانـت المسلمة مستضعفة في المخـيـم كـمـا هـو حـال الأخـوات هنـاك لا تستطيع إظهـار إسلامها والجهـر بـه والـدعـوة إليـه وتـخـاف على نفسها مـن كـيـد الجماعـات الـضـالـة ومـن سـطوة مخـابرات العـدو فـي مثـل هـذه المخيمات، فلتعاملهم بمـا يـدفـع شـرهم عنهـا وتـداريهم باللسـان وذلـك بـأن تظهـر التلطـف ولا تُظهـر الـعـداوة، والأصـل فـي ذلـك قـولـه تـعـالى:(لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) [آل عمـــــران:٢٨]، عـن ابــن عبـاس فـي قـولـه: : (لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ )، قـال نهى اللـه سـبحانه المـؤمنين أن يلاطفـوا الكفـار، ويتخذونهم وليجـة مـن دون المؤمنين إلا أن يكون الكفار عليهم ظـاهرين، فيظهرون اللطف ويخالفونهم في الـدين، وذلـك قـولـه: «إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً»[[3]].
وروي عـن ابـن عبـاس والضحاك، وجـابـر بـن زيـد وأبـي العاليـة فـي قـولـه:(إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً)، التقـاة باللسـان لـيس بالعمـل[[4]] ، قـولـه: (إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً)، أي: إلا مـن خـاف في بعـض البلدان أو الأوقـات مـن شـرهم ، فـلـه أن يتقيهم بظـاهره لا بباطنه ونيتـه؛ كمـا حكاه البخاري عـن أبـي الـدرداء أنـه قـال: « إنّا لنكشـر في وجـوهِ أقوام وقلوبنا تلعنهم»”[[5]].