الصوتيات والمواعظ

ارتجت الأرض … فقال الإنسان ما لها ؟

صوتية بعنوان : ارتجت الأرض ... فقال الإنسان ما لها ؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الواحد القهار، والصلاة والسلام على المصطفى المختار أما بعد :
فقد قال المولى تبارك وتعالى في محكم التنزيل:{ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } قال ابن جرير :” (قارعة) وهي ما يقرعهم من البلاء والعذاب والنِّقم، بالقتل أحيانًا، وبالحروب أحيانًا، والقحط أحيانًا” … لقد خلق الله الأرض لتكون مهدا وقرار ، ووضع فيها الرواسي المثبتات واستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون { ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } … فأغضبتم ربكم بأعمالكم وطغيانكم …. غضب الجبار من الكفر والعهر والخزي والفجور … غضب الله من التبديل والتحريف والتنكيس … غضب الله من حربكم لدينه وأوليائه وشرعه … غضب الله من الشرك به في عبادته والتحاكم لغير شريعته {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} … فاستبدل الله مصدر الأمان قلقا فصار المهد عند ذلك منزلقا … دقيقة واحدة كانت كافيةً إلى تغيير معالم الحضارات، وسقوط الشاهقات، ونسف المدن والعمارات، فخرجوا من دورهم وقصورهم منخلعين {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (١٢)} … {وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا} … ما بها يا ويحها ما خطبها ماذا أريد لها … بل يا ويحكم ما عصيتم ربكم فوقها … كم كفرتم وتجبرتم وفسقتم عليها … كم كانت لكم أمانا وأنتم للدين حربا ولأعدائه سلما … كم أمهلكم الله فما زادكم ذلك إلا غرورا وطغيانا { إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}، إنه عذاب عظيم إنها نقم الله فبين طرفة عين وانتباهتها يغير الله ديارا وأقواما من حال إلى حال … لقد اضطربت الأرض في وقت الثلث الأخير، أين المصلون أين القائمون أين الذاكرون، والناس في سبات نائمون {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (٤) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}
{أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}.
سبحان الجبار .. سبحان القهار .. سبحان المحيي والمييت .. سبحان المنتقم سبحانك إنا كنا ظالمين … إنه مشهد عظيم من مشاهد يوم القيامة وما أدراك ما يوم القيامة {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (٥) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا}
{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (١٤) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١٥) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ }
إنه غضب الله إنها نقم الله وعذاب الله إنها الرجفة قال تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (١٥٥)}
لا إنها الزلازل بين يدي الساعة كما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ ” قَالُوا: الْهَرْجُ أَيُّمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ” الْقَتْلُ الْقَتْلُ “

إنه عقاب الله كما قال عمر بن عبد العزيز إن هذا الرجف شيء يعاقب الله به عباده … من استطاع أن يتصدق فليفعل فإن الله يقول : “قد أفلح من تزكى”
أيها الناس عودوا إلى ربكم، تعلموا دينكم اكفروا بالطواغيت وأوليائهم، والمشركين وأقوامهم، وتضرعوا إلى الله، قال تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (٤٢) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٤٣)}.
أيها المسلمون افزعوا إلى الله بالتوبة النصوح والضراعة وكثرة الاستغفار، “وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”.
ارجعوا إلى ربكم فقد أرسل إليكم الآيات والمثلات ليخوفكم فخافوه، قال تعالى: “وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا”
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في كسوف الشمس وخسوف القمر أنهما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده … خافوا ربكم واتقوه وأصلحوا أنفسكم وأهليكم وذات بينكم، حاسبوا أنفسكم قبل أن يأتيكم موت الفجأة فإن الأمر العظيم وبأس الله شديد ,.. قَالَ قَتَادَةُ: إِنَّ اللَّهَ خَوَّفَ النَّاسَ بِمَا يَشَاءُ مِنْ آيَاتِهِ لَعَلَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ وَيَذَّكَّرُونَ وَيَرْجِعُونَ، ذُكر لَنَا أَنَّ الْكُوفَةَ رُجِفَتْ عَلَى عَهْدِ ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنْ رَبَّكُمْ يَسْتَعْتِبُكُمْ فَأَعْتِبُوهُ.”

يقول بعض السوريين لقد مكثنا عشر سنين تحت القصف والبراميل، وما خفنا كنا نظن أن الله معنا، ولكن اليوم اشتد خوفنا فقد علمنا أن الله هو الذي عاقبنا وعذبنا … وصدق والله، فهذا يدعوكم إلى مراجعة دينكم وولائكم وبرائكم وعقيدتكم وإسلامكم وما أنتم عليه… فلا يصح إسلام عبد حتى يحقق البراءة من الطواغيت والشرك بالله والبراءة من المشركين وهذه الأقوام المشركة والديار الكافرة، فعودوا إلى ربكم وعودوا إلى دينكم.

اللهم ارحم موتى المسلمين والمسلمات، وخفف عن شريدهم وهون على مصابهم … اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.

🖋️ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

سراج الطريق

نحن نزاعٌ من القبائل حققوا البراءة من هذه الجاهلية النكراء … نحن الغرباء الذين تقلدوا لواء الإصلاح … بقايا الحنفاء من يُصلحون إذا فسد الناس … نحن القلة المستضعفة … القلة التي تفر بدينها … القلة السالكة المستوحشة … الحاملون لجراح أمتهم … سراج الظلم في تيه الجاهلية … الأمل في عود الضياء … عِصابة المسلمين وعصارة الموحدين في زمن أقفر ما بين لبنتيها من المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى