![](https://seiraj.com/wp-content/uploads/2023/11/malikpc_arabi_prison_guard_hidden_face_40fc4723-ef67-4d23-b024-030bd7f9b811-780x470.png)
السؤال : سَأَلَ سَجَّان أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَل: “أَنَا مِنْ أَعْوَانِ الظَّلَمَةِ فَأَجَابَهُ أَحْمَد: أَعْوَانُ الظَّلَمَةِ مَنْ يَأْخُذُ شَعْرَكَ وَيَغسِلُ ثَوْبَك وَيُصْلِحُ طَعَامَك وَيَبِيع وَيَشْتَرِي مِنْك، فَأَمَّا أَنْتَ فَمِنْ أَنْفُسِهِمْ”…. كَيْفَ التَّوْفِيقُ بَيْنَ هَذَا الْقَوْلِ وَنَحْوِهِ وَبَيْنَ أَجْوِبَتِكُمْ عَنْ بَعْضِ الْأَسْئِلَةِ أَنَّهُ إذَا كَانَ لَك مَطْعَمٌ وَأَتَى جُنُودَ الطَّوَاغِيتِ يَشْتَرُونَ مِنْكَ فَإِنَّهُ يَجُوزُ لَكَ أَنْ تبِيعَهُمْ وَتعِدَّ لَهُمْ الطَّعَامَ؟
الجواب : أَقُولُ مَنْ كَانَ سَجَّانًا فِي سُجُونِ الظَّلَمَةِ أَوْ الطَّوَاغِيتِ فَهُوَ مِنْهُمْ وَحُكْمُهُ حُكْمُهُمْ فِي الظُّلْمِ أَوْ الْكُفْرِ كَمَا ذَكَرَ الْإِمَامُ أَحْمَد رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، أَمَّا كَلَامنَا فِي الْفَتَاوَى كَانَ عَلَى عُقُودِ الْبَيْعِ مَعَ الْمُحَارِبِينَ، وَقَدْ تَكَلَّمَ السَّلَفُ فِي بَيْعِ السِّلَاحِ وَالْكرَاعِ وَالطَّعَامِ وَالْأَقْوَاتِ لِلْمُحَارِبِينَ، وَاتَّفَقُوا فِي تَحْرِيمِ بَيْعِ السِّلَاحِ وَالْكرَاعِ وَاخْتَلَفُوا فِي بَيْعِ الطَّعَامِ وَالْأَقْوَاتِ، قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: “وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي الدُّخُولِ إِلَى أَرْضِ الشِّرْكِ لِلتِّجَارَةِ فَكَرِهَ ذَلِكَ مَالِكٌ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَرَوَيْنَا عَنْ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ فِي الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الطَّعَامَ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ: أُولَئِكَ الْفُسَّاقُ.وَكَرِهَ عَطَاء، وَعَمْرُو بْن دِينَار حَمْلَ السِّلَاحَ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: يُعَاقَبُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ.قَالَ أَبُو بَكْر: يُكْرَهُ دُخُولُ أَرْضِ الْحَرْبِ حَيْثُ تَجْرِي أَحْكَامُهُمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ بَايَعَهُمْ لَمْ يَحْرُمْ الْبَيْعُ، وَأَمَّا التِّجَارَة فِي عَسْكَرِ الْمُسْلِمِينَ فِي بِلَادِ الْحَرْبِ، فَجَائِزٌ لَا أَعْلَمُ أَحَداً كَرِهَ ذَلِكَ” [[1]].وَقَالَ ابْنُ أَبِي زَيْد الْقَيْرَوَانِيُّ: “وَكَرِهَ الْأَوْزَاعِيُّ بَيْع الطَّعَامِ وَالسِّلَاحِ مِنْهُمْ. وَقَالَ ابْنُ الْمَاجِشونِ وَمُطَرف وَأَصْبَغ: أَمَّا فِي الْهُدْنَةِ فَيَجُوزُ. وَأَمَّا فِي غَيْرِ الْهُدْنَةِ فَلَا يُبَاعُ مِنْهُمْ طَعَامٌ وَلَا شَيْء مِمَّا فِيهِ قُوَّةٌ، فَيَبِيعُونَهُ فِي دَارِ حَرْبِهِمْ. وَأمَّا الْكرَاع وَالسِّلَاحُ وَالْحَدِيدُ وَالنُّحَاسُ وَاللَّجَمُ وَالسُّرُوحُ وَالْحَرِيرُ وَالْجُلُودُ وَمَا يُسْتَعَانُ بِهِ فِي الْحَرْبِ فَحَرَامٌ بَيْعُهُ مِنْهُمْ فِي الْهُدْنَةِ وَغَيْرِهَا” [[2]]، وَهَذَا التَّفْصِيلُ الَّذِي رَجَّحْنَاهُ فِي الْفَتَاوَى الْمُشَار إِلَيْهَا.