الفتاوىفتاوى متنوعة

قُلْتُمْ بِأَنَّ الْإِيثَانُول يَأْخُذُ حُكْمَ الْخَمْرِ، وَلَكِنْ لَمَّا بَحثْت وُجِدَت بِأَنَّ هَذِهِ الْمَادَّة تُسْتَخْدَمُ لِأَغْرَاضٍ كَثِيرَةٍ فِي الْمُبَاحِ، فَلِمَاذَا حُصرتَ وَرُبطتَ بِالْخَمْرِ وَالْإِسْكَارِ وَمِنْ ثَمَّ تَحْرِيمُ اسْتِخْدَامِ أَيِّ مَادَّةٍ يُوجَدُ بِهَا، وَقَدْ كُنْتُ أَسْتَخْدِمُ بخَاخًا لِتَسَاقُطَ الشَّعْر مُنْذُ زَمَنٍ وَوَجَدْتُ أَنَّهُ يَحْتَوِي عَلَى مَادَّةِ الْإِيثَانُول فَأَوْقَفْتُهُ، فَهَلْ إِذَا اسْتَمَرَّ شِعْرِي بِالتَّسَاقُطِ أَسْتَطِيعُ اسْتِخْدَامَهُ وَأُعْتَبر مُضْطَرًّا؟

السؤال : قُلْتُمْ بِأَنَّ الْإِيثَانُول يَأْخُذُ حُكْمَ الْخَمْرِ، وَلَكِنْ لَمَّا بَحثْت وُجِدَت بِأَنَّ هَذِهِ الْمَادَّة تُسْتَخْدَمُ لِأَغْرَاضٍ كَثِيرَةٍ فِي الْمُبَاحِ، فَلِمَاذَا حُصرتَ وَرُبطتَ بِالْخَمْرِ وَالْإِسْكَارِ وَمِنْ ثَمَّ تَحْرِيمُ اسْتِخْدَامِ أَيِّ مَادَّةٍ يُوجَدُ بِهَا، وَقَدْ كُنْتُ أَسْتَخْدِمُ بخَاخًا لِتَسَاقُطَ الشَّعْر مُنْذُ زَمَنٍ وَوَجَدْتُ أَنَّهُ يَحْتَوِي عَلَى مَادَّةِ الْإِيثَانُول فَأَوْقَفْتُهُ، فَهَلْ إِذَا اسْتَمَرَّ شِعْرِي بِالتَّسَاقُطِ أَسْتَطِيعُ اسْتِخْدَامَهُ وَأُعْتَبر مُضْطَرًّا؟

     الجواب : أَقُولُ إِنَّ مَادَّةَ الْإِيثَانُولِ [[1]] هِيَ مَادَّةٌ كُحُولِيَّةٌ مُسْكِرَةٌ وَتَدْخُلُ فِي عُمُوم قَوْلِهِ تَعَالَى: ﵟيَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ ‌فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَﵞ [المائدة: 90]، وقَول رَسُولُ اللهِ ﷺ: ‌«كُلُّ ‌مُسْكِرٍ ‌حَرَامٌ»[[2]]، وَالْخَمْرُ نَجِسَةٌ بِاتِّفَاقٍ، قَالَ ابْنُ مُفْلِحٍ: “وَالْخَمْرُ يُخَمِّرُ الْعَقْلَ أَيْ: يُغَطِّيهِ وَيَسْتُرُهُ، ‌وَهِيَ ‌نَجِسَةٌ ‌إِجْمَاعًا” [[3]]، فَإِذَا وَجدت فِي مَحْلُول مَا قدر نِسْبَةً مُسْكِرَة مِنْ الِإيْثَانُولِ فَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْمَحْلُول حَرُمَ اسْتِعْمَالُهُ فِي الثِّيَابِ وَالْبَدَنِ كَبَخَاخِ الْعُطُورِ الَّذِي فِيهِ نِسْبَةٌ مُسْكِرَةٌ مِنْ كُحُولِ الِإيْثَانُولِ، وَكَذَلِكَ يَحْرُمُ اسْتِعْمَالُهُ فِي الْعِلَاجِ لِمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «‌إِنَّ ‌اللَّهَ ‌أَنْزَلَ ‌الدَّاءَ ‌وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَتَدَاوَوْا وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ»[[4]]، وَأَمَّا إِذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ بَدِيلٌ لِلْعِلَاجِ فَلِابْأَسَ بِاسْتِعْمَالِهِ لِلضَّرُورَةِ، وَالضَّرُورَةُ يُقَدِّرُهَا الطَّبِيبُ الثِّقَةُ.

المصدر
[[1]] الإيثانول أو الكحول الإيثيلي، وهو مركب كيميائي عضوي ينتمي إلى فصيلة الكحوليات له الصيغة الكيميائية: وصيغته الجزئية  ويسمى الكحول تعميماً. الايثانول مادة قابلة للاشتعال عديمة اللون تتكون من تخمر السكر، يستعمل في المشروبات الكحولية وفي صناعة العطور ويستعمل كوقود في المحركات الميكانيكية المجهزة للإيثانول.[[2]] صحيح مسلم - ط التركية (6/100)[[3]] المبدع في شرح المقنع (1/209)[[4]] سنن أبي داود - ت محيي الدين عبد الحميد (4/7)

سراج الطريق

نحن نزاعٌ من القبائل حققوا البراءة من هذه الجاهلية النكراء … نحن الغرباء الذين تقلدوا لواء الإصلاح … بقايا الحنفاء من يُصلحون إذا فسد الناس … نحن القلة المستضعفة … القلة التي تفر بدينها … القلة السالكة المستوحشة … الحاملون لجراح أمتهم … سراج الظلم في تيه الجاهلية … الأمل في عود الضياء … عِصابة المسلمين وعصارة الموحدين في زمن أقفر ما بين لبنتيها من المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى