أحكام الصيامالفتاوىفتاوى الصيام

هل يصح اشتراط الصورة أو الفيديو لإثبات رؤية الهلال ويجعل ذلك شرطا في قبول الرؤية؟

سؤال: هل يصح اشتراط الصورة أو الفيديو لإثبات رؤية الهلال ويجعل ذلك شرطا في قبول الرؤية؟

الجواب: أقول لقد رأينا الكثير من الإخوة يتعنت في مسألة ثبوت الهلال ويشترط شروطاً ما أنزل الله بها من سلطان ويزيد على النص مالم يأت به دليل والله المستعان، وقد ورد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال : « جَاءَ أَعْرَابِيُّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الهِلالَ، قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: يَا بِلاَلُ، أَذِنْ فِي النَّاسِ أَنْ يَصُومُوا غَدًا » وبلفظ عند أبي داود «إني رأيت الهلال – قال الحسن في حديثه: يعني رمضان … »، وروى الحديث أيضاً النَّسائي والترمذي وابن أبي شيبة، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وإن كان فيه مقال فأكثر أصحاب سماك رووه عـن سـمـاك عـن عكرمة عن النبي ﷺ مرسلا ، ولكن جرى العمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم ومن خالفهم اشترط شهادة رجلين في الدخول والخروج، قال الترمذي: ” وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا الحَدِيثِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ العِلْمِ قَالُوا: تُقْبَلُ شَهَادَةُ رَجُلٍ وَاحِدٍ فِي الصَّيَامِ ، وَبِهِ يَقُولُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَأَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ إِسْحَاقُ: لا يُصَامُ إِلا بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ أَهْلُ العِلْمِ فِي الإِفْطَارِ أَنَّهُ لَا يُقْبَلُ فِيهِ إِلَّا شَهَادَةُ رَجُلَيْنِ  ، وعلى هذا الحديث العمـل عـنـد أهل العلم قاطبة فلم يشترطوا إلا الشهادة ومن زاد على الشهادة شيئاً وجعله شرطاً فقد زاد في دين الله ما ليس منه.
وروي في الباب عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «تَرَائِى النَّاسُ الْهِلَالَ، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ ، أَنِّي رَأَيْتُهُ فَصَامَهُ ، وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ » ، وَرُوِيَ مِثْلُهُ عَنْ عَلِي، أَنَّ رَجُلا شَهِدَ عِنْدَهُ عَلَى رُؤْيَةِ هِلالِ رَمَضَانَ ، فَصَامَ وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَصُومُوا، وَقَالَ: أَصُومُ يَوْمًا مِنْ شَعْبَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُفْطِرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ “.
فهذا هو الواجب إذا شهد المسلم العدل أنه رأى الهلال بعينيه وعلى هذا اقتصر النبي ﷺ وأصحابه من بعده فمن زاد على هذا القدر فقد استدرك نفسه، على الشرع، ففي حديث ابن عباس أن رسول الله ﷺ قد أثبت رؤية هلال رمضان وأمر بالصيام لشهادة أعرابي واحدٍ، وحديث ابن عمر يذكر أن الرسول ﷺ قد أثبت رؤية هلال رمضان برؤيته وأمر بالصيام لشهادة ابن عمر وهذان حديثان صالحان للاحتجاج وعليهما العمل عند أئمة الدين، ويدلان دلالة لا تقبل التأويل على أن ثبوت الهلال يثبت بالشهادة، وهذا رد على من تنطع وأوجب الصورة مع الشهادة على الرؤيا بالعين ولم يعتبر الشهادة إلا مع الصورة والأمر من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى وقفة أطول والله المستعان وكذلك ننبه هنا إلى أن عدم الرؤية ليست شهادة، ففي حديث ابن عمر: « تَرَائِى النَّاسُ الْهِلَالَ وفيه أن الناس بادروا بالرؤية ولم يره إلا ابن عمر، فليس عدم الرؤية شهادة إذ الشهادة لا تكون إلا في الإثبات أما النفي فليس بشهادة كما هو مقرر في كتب القضاء، والكثير من المسلمين ينشر صورا لعدم الرؤية ويعتبرها من الشهادة وهذا من الجهل بباب الشهادات والله المستعان.

سراج الطريق

نحن نزاعٌ من القبائل حققوا البراءة من هذه الجاهلية النكراء … نحن الغرباء الذين تقلدوا لواء الإصلاح … بقايا الحنفاء من يُصلحون إذا فسد الناس … نحن القلة المستضعفة … القلة التي تفر بدينها … القلة السالكة المستوحشة … الحاملون لجراح أمتهم … سراج الظلم في تيه الجاهلية … الأمل في عود الضياء … عِصابة المسلمين وعصارة الموحدين في زمن أقفر ما بين لبنتيها من المسلمين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى