السلاسل العلميةسلسلة أدلّة الأحكام

مبحث منزلة الآثار : الدَّرْسُ الرّابعُ : الجزءُ الأوّل

الجّزء الأوّل: منزلة الآثار ١

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي فضّل هذه الأمّة على سائر الأمم، وجعل للصدر الأول من ذلك أكثر الحظ ووافر القسم، واختصهم بصحبه نبيه المبعوث بمحاسن الأخلاق ومكارِم الشّيَم، وهداهم لِمَا شهدوا مِن أحواله وفهموا من أقواله وعاينوا من أفعاله عاليَ القمم، فكانوا خير القرون بالإجماع وأولاها بالاقتداء والاتباع عند أولي العزم والهمم، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد النبي الخاتَم وعلى آله وصحبه أهل الصدق والكرم ومجامع الأخلاق ودقائق الحكم ..

نذكر هاهنا بحول الله وقوته بيانًا لماهية الآثار التي أُمرنا بلزومها واتّباعها، ونحقق مسألة عظيمة وهي “هل قول الصحابي يعد حجة في دين الله تبارك وتعالى أو ليس بحجة؟؟”، كذلك نجيب على بعض السؤالات التي وردت ونحررها والتي منها: هل اتّباع الآثار هو اتّباع أقوال الأئمة كأحمد ومالك والشافعي وإسحاق والليث والأوزاعي وغيرهم عليهم رحمة الله، هل يجب علينا لزوم أقوالهم وتقليد أعيانهم؟؟ مامعنى اتباع الآثار الوارد التحضيض عليه من جملة واسعة من السلف، هذا الذي يتخذه دعاة التقليد في هذا الزمان ذريعة في إلزام النّاس باتباع بعض الأعلام والجمود على أقوالهم، وكذلك الدعوة إلى طريقتهم ومنهجهم ورخصهم وعزائمهم دون غيرهم من الرجال.

فنعرض بحول الله وقوته في ذكر معنى الأثر لغة، وكذلك في اصطلاح أهل الحديث، وكذلك في اصطلاح بعض الفقهاء، ثم نذكر الشواهد على إطلاق السلف للآثار على المرفوع والموقوف من أقوال الصحابة، وكذلك المرفوع من أقوال النبي ﷺ، وكذلك نسرد إن شاء الله تعالى الأخبار في منهج التابعين في اقتفاء الأثر بإذن الله تبارك وتعالى.
الأثر في لغة العرب يرد على معانٍ متعددة، الأثر مفردٌ وجمع آثار وأثور، وفي لغة العرب يطلق على بقية الشيء وتقديم الشيء وذكر الشيء والخبر، يقول ابن فارس: ” أثر ” الهمزة، والثاء، والراء، له ثلاثة أصول: تقديم الشيء، وذكر الشيء، ورسم الشيء الباقي”، يقول الأصفهاني : « أثر الشيء: حصول ما يدل على وجوده، يقال: أَثَر وإثْرٌ، والجمع: الآثار، قال تعالى { ثُمّ قفّينا على آثارهم برسلنا }، وقال: { وآثارًا في الأرضِ } »، يقول الزركشي: «يخرج من كَلَام اللغويين وَغَيرهم أَن مَادَّة الْأَثر تَدور على ثَلَاثَة معَان:
أَحدهَا: البقي واشتقاقه من أثرت الشَّيْء أَثَره أَثَرَة وأثارة كَأَنَّهَا بَقِيَّته تستخرج فتثار، ومنه قوله تعالى: { أو أثارة من علمٍ } أي بقيته منه، وجعل البخاري في شرح مفصل من هذا فقال : الأثر هو الباقي في الدّيار ويقال لسنن رسول الله ﷺ آثار لأنها بقيت بعده
وَالثَّانِي: من الْأَثر الَّذِي هُوَ الرِّوَايَة وَمِنْه قَوْلهم هَذَا الحَدِيث يُؤثر عَن فلَان
الثَّالِث: من الْأَثر بِمَعْنى الْعَلامَة، قَالَ الْمبرد: قَالُوا الأثارة للشَّيْء الْحسن الْبَهِي فِي الْعين، فَيُقَال للناقة ذَات أثارة إِذا كَانَت ممتلئة تروق الْعين، وَوجه الِاسْتِعَارَة مِنْهُ فِي الْأَحَادِيث ظَاهر»، وهذا تعريف الأثر عند أهل اللغة.
الأثر عند أهل الحديث وكذلك عند بعض الفقهاء كمصطلح:
فالأثر عند المحدّثين هو الحديث سواء كان مرفوعًا للنبي ﷺ أو كان موقوفًا على الصحابي، وبعض الفقهاء كما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى جعله على الموقوف من الآثار على الصحابة فقط فسمّاه بالأثر، نذكر هاهنا إن شاء الله تعالى بعض المصطلحات الحديثية التي بينها وبين الأثر عموم وخصوص، الحديث: هو ما أُضيف للنبي ﷺ فيختصّ بالمرفوع عند إطلاقه، أمّا إذا قُيِّدَ فقد يرد على الموقوف كذلك ولكن يرد بقرينة.
الخبر عندهم أعمّ من الحديث فالخبر يُطلق على المرفوع والموقوف، ويشمل ما أُضيف إلى الصحابة والتابعين، هذا يسمونه الخبر فهو أعم، فكل مارُوِيَ سواء كان رفع إلى النبي ﷺ أو وُقِف على الصحابة أو هو من أقوال التابعين يسمونه خبر، فيكون بهذا أنّ كل حديث خبر ولايكون كل خبر حديث.
السنّة سبق معنا ذكرها وتعريفها تُطلق في الأكثر على ما أضيف للنبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير فهي مرادفة للحديث عند علماء الأصول وهي أعمّ منه عند مَن خصّ الحديث بما أضيف للنبي ﷺ من قول فقط، فالسنة إنّما هي مرادفة للحديث، يقول ابن الصلاح: «وموجود في اصطلاح الفقهاء الخراسانيين تعريف الموقوف باسم الأثر، يقول أبو القاسم الفوراني (وهذا من أعيان الشافعية صاحب الإبانة في فقه المذهب توفي سنة أربعمئة وواحد وستين للهجرة) فيما بلغنا عنه: “الفقهاء يقولون الخبر مايروى عن النبي ﷺ والأثر مايروى عن الصحابة” » انتهى كلامه، ومن ذلك أقول: أنّ كثيرا من أهل الحديث يسمون الكتاب الجامع لهذا “بالسنن والآثار”، كأنّهم يريدون بالآثار الموقوفات عن الصحابة، ككتاب الطحاوي السنن والآثار كذلك البيهقي وغيرهم، يقول الزركشي: « وفي اصطلاح فقهاء خُراسان تعريف الموقوف باسم الأثر وساعدهم في ذلك كلام الشافعي على ما استقرّ فيه فإنّه غالبا يطلق الأثر على كلام الصحابة والحديث على قول النبي ﷺ »، وذلك ورد في إطلاقات كثيرة من كلام الشافعي كقوله مثلًا في باب المحاجّة قال: «أمّا الأثر عن عمر فنحن أعلم به منك ليس تعرفه، ولو كان ثابتا لم يخالفه ابن عبّاس»، يقول الزركشي: «وهو تفريق حسَن لأن التفاوت في المراتب يقتضي التفاوت فيما يترتب على المراتب، فَيُقَال لما نسب لصَاحب الشَّرْع الْخَبَر وللصحابة الْأَثر وللعلماء القَوْل وَالْمذهب، وَنبهَ النَّوَوِيّ فِي مُخْتَصره على أَن أهل الحَدِيث كلهم يطلقون الْأَثر على الْمَرْفُوع وَالْمَوْقُوف»، يقول الحافظ العراقي:
وسم بالموقوف ما قصرته
بصاحب وصلت أو قطعته
وبعض أهل الفقه سماه الأثر
وإن تقف بغيره قيد تبر
يعني إن استعملتَ الموقوف فيما جاء عن التابعين فمن بعدهم فقيّده بهؤلاء التابعين فقل: موقوف على عطاء أو موقوف على طاوس أو وقفه فلان على مجاهد ونحو ذلك، تحصّل بذلك أنّ اصطلاح أهل الحديث قاطبة وعامّةً ولم يشذ عنهم أحد أن إطلاق الأثر إنّما هو على الحديث المرفوع إلى النبي ﷺ وكذلك الموقوف على الصحابة، أمّا في اصطلاح بعض الفقهاء كما سبق وهو كذلك يجري على لسان الشافعي أنّ الموقوف يطلق وهو يُراد به الأثر، فيأتي الأثر بمعنى الموقوف على الصحابي وهو اصطلاح خاص لبعض الفقهاء ونقول أنه لامشاحة في الاصطلاح، نذكر هاهنا بحول الله وقوته ماورد في إطلاق السلف الآثار على المرفوع من حديث النبي ﷺ
قبل أن نذكر ذلك نأتي إلى لفظة السلف فلابد أن نحررها لأنه قد يقع فيها إشكال وإبهام حين الإطلاق، فنقول أن السلف في لغة العرب: كل مَن تقدّمك من آبائك وذوي قرابتك في السنّ والفضل.
والسلف يُطلق عند جمهور العلماء على: أصحاب النبي ﷺ والتابعين لهم بإحسان ومَن تبعهم من أئمة الدين وأعلام الهدى مِن القرون الثلاثة المفضّلة بخلاف من رُمِيَ ببدعة كالخوارج والروافض والجهمية والمعتزلة ونحوهم فهؤلاء يخرجون من لفظ السلف وليسوا لنا بسلفٍ، فيُطلق السلف على القرون الثلاثة المفضّلة، هذا يشير إليه حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا قال: «خير النّاس قرني ثم الذي يلونهم ثم الذين يلونهم»، فجعلهم ثلاثة قرون يعني الأفضلية في هذه الأمةّ إنما هم ثلاث قرون الأُوَل، ثُمّ بعدهم يحصل الخلاف والاختلاف وتقع البدعة وتفترق هذه الآمّة، أمّا السواد الأعظم فهو ماكان في عهد هذه القرون الثلاث الأول، القرن هو كما يقول في “النهاية”: «مقدار التّوسط في أعمار أهل كلّ زمان»، يقول الأزهري: « القَرن أهل كلّ مدة كان فيها نبيّ أو كان فيها طبقة من أهل العلم قلّت السنون أو كثرت»، فهي طبقة من طبقات العلماء كذلك متوسّط السِّنّ، “القرن أهل كلّ مدّة كان فيها نبي” هذا يشهد له حديث أبي هريرة المرفوع قال: قال النبي ﷺ: “أعمار أمّتي مابين السّتين إلى السبعين وأقلّهم مَن يجوز ذلك، فالقرن يكون مابين الستين والسبعين على مقالة الأزهري، فالاعتبار في القرون الثلاثة بجمهور أهل القرون وهم الوسط كما سبق ذكره، فالصحابة مثلًا انقرضوا بانقراض الخلفاء الأربعة حتى أنَّه لم يبقَ من أهل بدرٍ بعد الخلفاء الأربعة بعد سنة الأربعين إلا نفر قليل، جمهور التابعين لهم انقرضوا أواخر عصر الصحابة يعني في إمارة ابن الزبير أو في إمارة عبد الملك بن مروان، وكذلك جمهور تابعي التابعين انقرضوا بانتهاء الدولة الأموية وأوائل الدولة العباسية حوالي المئة وخمسين للهجرة.
أمّا المعنى المنهجي لهذا المصطلح الذي هو السلف فنقول: هو كل ماكان عليه النبي ﷺ، مَن هم السلف ؟؟ (نحن على مذهب السلف أو منهج السلف في الفهم ونحو ذلك) فمعناه كمصطلح منهجي: أنّ كل ماكان عليه النبي ﷺ وأصحابه من أمور الدين، وذلك يشمل الاعتقادات والعبادات والمعاملات والسلوك والأخلاق ونحو ذلك، هذا الذي كان عليه النبي ﷺ والصحابة والذي تبعهم فيه التابعون من القرون الثلاثة المفضلة، التابعون لهم بإحسان يعني فيما أحسن فيه هؤلاء فاتبعوهم هؤلاء على الإحسان، خلاف مَن بدّل وغيّر كما سبق معنا الإشارة للخوارج وغيرهم، هذا يعضده مارُويَ عن ميمون بن مهران يقول: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: «يَا مَيْمُون لَا تَسُبَّ السَّلَفَ، وَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ»، يقول كذلك راشد بن سعد : «كَانَ السَّلَفُ يَسْتَحِبُّونَ الفُحُولَةَ، لِأَنَّهَا أَجْرَى وَأَجْسَر»، راشد بن سعد من التابعين والسلف عنده هم الصحابة رضوان الله عليهم، هذا هو معنى السلف إن شاء الله تعالى، الآثار التي رويت من السلف في إطلاق الأثر على المرفوع للنبي ﷺ والحض على التّمسك به وكذلك اتّباع طريق السلف والأخذ بتلك الآثار كثيرة جدا منها: مارُوِيَ عن عبد الله بن مسعود أنه قال: «إِنَّا نَقْتَدِي وَلَا نَبْتَدِئُ وَنَتَّبِعُ وَلَا نَبْتَدِعُ وَإِنَّ أَفْضَلَ مَا تَمَسَّكْنَا بِالْأَثَرِ»، روي كذلك عن عثمان بن حاضر قال: « قلت لابن عبّاس : أوصني، قال : عليكَ بالاستقامة واتّباع الأثر وإيّاك والتّبَدُّع ».
كذلك ماروي عن أبي الدرداء قال: « اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة، إنّك إن تتبع خير من أن تبتدع ولن تخطئ الطريق ما اتبعت الأثر»، إي والله لن تخطئ الطريق ما اتبعت الأثر الذي هو سنة النبي ﷺ، كذلك روي عن أبي الدرداء قال: « لن تضلّ ما أخذتَ بالأثر»، وقَالَ أَبُو حَمْزَةَ: «تَدْرُونَ مَا الْأَثَرُ؟ الْأَثَرُ: أُفْتِي بِالشَّيْءِ، فَيُقَالُ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: بِمَا أَفْتَيْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَأَقُولُ: أَخْبَرَنِي الْأَعْمَشُ فَيُؤْتَى بِالْأَعْمَشِ فَيُقَالُ: حَدَّثْتَهُ بِهَذَا؟ فَيُحِيلُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَيُحِيلُ إِبْرَاهِيمُ عَلَى عَلْقَمَةَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى مُنْتَهَاهُ »، ماهو الأثر ؟؟، هو: حديث النبي ﷺ، كذلك روي عن العلاء بن المسيّب عن أبيه قال: « إنّا نتّبع ولانبتدع ونقتدي ولانبتدي ولن نضلّ ماتمسكنا بالآثار»، يعني سنن النبي ﷺ وماكان عليه الصحابة عليهم رضوان الله جميعًا، كذلك ماروي عن إبراهيم بن يحيى يقول: « سمعتُ الزّعفراني يقول: ماعلى وجه الأرض قوم أفضل من أصحاب هذه المحابر يتّبعون آثار رسول الله ﷺ ويكتبونها لكي لاتَدرس»، يقول أبو نعيم: « كان شريك سيء الرأي في أبي حنيفة وأصحابه، مذهبهم ردّ الأثر عن رسول الله ﷺ»، هذه مدرسة الرأي يأتي معنا إن شاء الله تعالى ذِكرها ومقابلتها لمذهب أهل الحديث في اتّباع السنة والأثر، كذلك روي عن سُليم بن أخضر قال: « سمعت ابن عون يقول غير مرّة: ثلاث أرضاها لنفسي ولإخواني، أن ينظر هذا الرجل المسلم القرآن فيتعلمه ويقرأه ويتدبره وينظر فيه، الثانية: أن ينظر ذلك الأثر والسنّة فيسأل عنه ويتّبعه جهده، والثالثة: أن يدع هؤلاء الناس إلا من خيرٍ»، يقول الفضيل بن عياض: «يَقُولُ أَهْلُ الْبِدَعِ: الْإِيمَانُ الْإِقْرَارُ بِلَا عَمَلٍ وَالْإِيمَانُ وَاحِدٌ، وَإِنَّمَا يَتَفَاضَلُ النَّاسُ بِالْأَعْمَالِ، وَلَا يَتَفَاضَلُونَ بِالْإِيمَانِ، وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ فَقَدْ خَالَفَ الْأَثَرَ وَرَدَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ قَوْلَهُ»، يعني الأثر هو قول النبي ﷺ في اصطلاح الفضيل بن عياض -رحمه الله تعالى-، كذلك ماروي عن عبدان قال: « سمعت ابن المبارك يقول: ليكن الذي تعتمدون عليه هذا الأثر وخذوا من الرأي مايفسر لكم الحديث»، فجمع بين الأثر والحديث، والحديث قلنا إذا أُطلِقَ عند أهل الحديث فإنّما يراد به المرفوع للنبي ﷺ كما سبق ذكر مصطلح أهل الحديث، يقول أبو عبيد القاسم بن سلّام في مقام الاحتجاج: « وأمّا الأثر فمقالة النبي ﷺ “الأعمال بالنيّة وإنما لكل امرئ مانوى”»، فيريد بالأثر مقالة النبي ﷺ، يقول الإمام أحمد: « والإيمان بشفاعة النبي ﷺ وبقوم يخرجون من النار بعد ما احترقوا وصاروا فحمًا فيؤمر بهم إلى نهرٍ على باب الجنة كما جاء في الأثر»، كذلك مسلم يقول: «ودلّت السنّة على نفي رواية المنكر من الأخبار كنحو دلالة القرآن على نفي خبر الفاسق» وهو الأثر مشهور عن النبي ﷺ “مَن حدّث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذّابين”»، كذلك بندار يقول: « ذكر الآراء عبد الرحمن بن مهدي في البصرة فأنشأ يقول:
دين النبي محمد آثار
نِعم المطيّة للفتى الأخبار
لاتخدعنَّ عن الحديث وأهله
فالرأي ليل والحديث نهار
فلربما غلِط الفتى سبل الهدى
والشّمس بازغة لها أنوار
كذلك يقول البربهاري: «مَن ردّ أثرا عن النبي ﷺ فقد ردّ الأثر كله وهو كافر بالله العظيم» (كما سبق معنا في الردّ على النكرانية)، وقال: “فالله الله في نفسك وعليك بالأثر وأصحاب الأثر والتقليد فإنّ الدين إنما هو بالتقليد (يعني للنبي ﷺ وأصحابه رضوان الله عليهم) ومَن قبلنا لم يدعونا في لبسٍ فقلّدهم واسترِح ولاتجاوِز الأثر وأهل الأثر »، وغير ذلك من المنقولات والمرويات في هذا الباب الذي إن شاء الله تعالى فيه بيان وجلاء في أنّ معنى الأثر إنّما يرد على مارفع إلى النبي ﷺ كذلك ماوُقِف على الصحابة.

▪▪▪نقف هنا .. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك▪▪▪

🖋انتهى الجزء الأوّل بحمد الله.

سراج الطريق

نحن نزاعٌ من القبائل حققوا البراءة من هذه الجاهلية النكراء … نحن الغرباء الذين تقلدوا لواء الإصلاح … بقايا الحنفاء من يُصلحون إذا فسد الناس … نحن القلة المستضعفة … القلة التي تفر بدينها … القلة السالكة المستوحشة … الحاملون لجراح أمتهم … سراج الظلم في تيه الجاهلية … الأمل في عود الضياء … عِصابة المسلمين وعصارة الموحدين في زمن أقفر ما بين لبنتيها من المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى