السلاسل العلميةسلسة الهداية في بيان حد الإسلام وحقيقة الإيمان بين التأصيل والتنزيل

شرحُ حدِّ الإسلامِ …الاستسلامُ للهِ بالتّوحيدِ: الدَّرْسُ الثّالث: الجزءُ الأوّلُ

الجزءُ الأوّلُ: حقيقةُ الإسلامِ (١)

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ لِله الذِي أَضَاءَ قُلُوبَ المُسْلِمِينَ بِنُورِ الإِيمَانِ، وَأَحْيَاهُمْ بَعْدَ مَوَاتٍ وَأَنْبَتَهُمْ بَيْنَ غُثَاءِ آخِرِ الزَّمَانِ، وَهَدَاهُمْ لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذْنِهِ، وَأَزَاغَ عَنْهُ أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ، وَتَوَلَّاهُمْ بِرَحْمَتِهِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ نِعْمَتَهُ، وَأَحَلَّ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةَ وَالرِّضْوَانَ، فَكَانُوا هُمُ السُّعَدَاء حَقًّا بِرَغْمِ القَيْدِ وَالغَدْرِ وَدَائِرَةِ الزَّمَانِ، وَالصَّلَاة وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَوْلِيَاء الرَّحْمَانِ، الذِينَ سَادُوا بكتابِه وَهَدْيِ رَسُولِهِ الدِّيَارَ وَالْبُلْدَانَ، وَكَانُوا نِبْرَاسًا لِطَالِبِ الْهُدَى أَئِمَّة الْأَنَامِ لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ أَمَّا بَعْد…• فَنَشْرَعُ بِحَوْلِ الله وَقُوَّتِهِ في شَرْحٍ وَبَيَانٍ لِحَدِّ الْإِسْلَامِ، وَقَدْ سَبَقَ مَعَنَا أَنّ الْإِسْلَامَ هُوَ: الِاسْتِسْلَامُ لله بِالتَّوْحِيدِ، وَالِانْقِيَاد لَهُ بِالطَّاعَةِ وَالِاتِّبَاع، وَالْبَرَاءَة مِنَ الشِّرْكِ وَالْأَقْوَامِ الْمُشْرِكَةِ، يكون شَرْحُنَا لِهَذَا الْحَدِّ بِإِذْنِ الله وَعَوْنِهِ لَفْظَةً لِأَهَمِّيَّةِ الْمَقَامِ، وَضَرُورَةِ الْبَيَانِ التَّامِّ لمَعْنَى الْإِسْلَامِ. فبِدَايَةً نَقُولُ: أَنَّ الْإِسْلَامَ يَقُومُ عَلَى قَاعِدَةِ الِاسْتِسْلَامِ لِله عَزَّ وَجَلَّ بِالْعِبَادَةِ وَالطَّاعَةِ، قَالَ الطَّبَرِيُّ: “وَأَصْلُ الْإِسْلَامِ الِاسْتِسْلَامُ، لِأَنَّهُ مِنِ اسْتَسْلَمْتَ لِأَمْرِهِ وَهُوَ الْخُضُوعُ لِأَمْرِهِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمُسْلِمُ مُسْلِمًا لخُضُوعِ جَوَارِحِهِ لِطَاعَةِ رَبِّهِ” تفسيرُ الطّبريِّ، قَالَ الْبَغَوِيّ: “والْإِسْلَامُ هُوَ الدُّخُولُ فِي السِّلْمِ وَهُوَ الِانْقِيَادُ وَالطَّاعَةُ، يُقَالُ: أَسْلَمَ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ فِي السِّلْمِ واستسلم ” تفسيرُ البغويِّ ،وقَالَ السَّمْعَانِيُّ: “فَالِإسْلَامُ هُوَ الِاسْتِسْلَامُ، وَالِاسْتِسْلَامُ هُوَ: الِانْقِيَادُ وَالطَّاعَةُ” كَمَا قَالَ ابْنُ قُتَيبَة: “وَالْمُسْلِمُ مُطِيعٌ، مَأْخُوذٌ مِن الِاسْتِسْلَامِ وَهُوَ الِانْقِيَادُ وَالطَّاعَةُ” تفسير السّمعانيّ، ومَن يَقُول: مَن سَلَفُكُمْ فِي تَفْسِيرِ الْإِسْلَامِ بِالِاسْتِسْلَامِ لِله عَزَّ وَجَلَّ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالِانْقِيَاد لَهُ بِالطَّاعَةِ؟ فَنَقُولُ: رُوِيَتْ فِي ذَلِكَ آثَارٌ مِنْهَا مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ فِي تَفْسِيرِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأتُونِي مُسْلِمِينَ(٣١)}النَّمْل، يَقُولُ: “وَأَقْبِلُوا إِلَيّ مُذْعِنِينَ لِله بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالطَّاعَةِ”، قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيّهَاالَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كآفَّةً(٢٠٨)} الْبَقَرَة، “عَن ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبي الْعَالِيَةِ وَالرَّبِيع بْن أَنَسٍ: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ}يَعْنِي: الطَّاعَة” تَفْسِيرُ ابْن كَثِيرٍ، ونحن نُؤَكِّدُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى الْمُرَكَّبِ مِنَ الوَحْدَانِيَّةِ وَالطَّاعَةِ، وَنَنْقُلُ فِيهِ النُّقُولَ تِلْوَ النُّقُولِ، وذلك حَتَّى يَتَرسَّخَ هَذَا الْمَعْنَى فِي قُلُوبِ الْمسلِمِينَ، لأَنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ حَصَرَ الْإِسلامَ فِي إِفْرَادِ الله عَزَّ وَجَلَّ بِالْعِبَادَةِ، ثُمَّ هُوَ يُفَسِّرُ الْعِبَادَة بِالنُّسُكِ، وَالشّعَائِرِ، وَالدُّعَاءِ، وَالِاسْتِغَاثَةِ، وَنَحْوِهَا، ثُمَّ هُوَ لَايَرْفَعُ رَأْسًا بقَضِيَّةٍ عَظِيمَةٍ فِي دِينِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَهِيَ: قَضِيَّةُ الطَّاعَةِ وَصَرْفُها لِغَيْرِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ طَوَاغِيتِ الأرْضِ، ثُمَّ يَحْصُرُ شِرْكَ الطَّاعَةِ فِي الْمُتَابَعَةِ عَلَى الِاعْتِقَادِ عَلَى طَرِيقَةِ الْأَشَاعِرَةِ فِي ذَلِكَ نَحْو الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ، وَهَذَا لَا شَكَّ أَنَّ فِيهِ إِلْغَاءٌ لِشِرْكِ الطَّاعَةِ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ.• نقَرِّرُ هَاهُنَا أَنَّ الْإِخْلَاصَ لِله وَالتَّوْحِيد إِنَّمَا هُوَ خُضُوعٌ لَهُ فِي عبادتِهِ وَطَاعَتِهِ سَواءً بِسَواءٍ، قَالَ تَعَالَى: {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٧١)} الأنعام، قَالَ الطَّبَرِيُّ: “وَأَمَرَنَا رَبُّنَا وَرَبّ كُلِّ شَيْءٍ تَعَالَى وَجْهُهُ لِنُسْلِمَ لَهُ، لِنَخْضَعَ لَهُ بِالذِّلَّةِ وَالطَّاعَةِ وَالْعُبُودِيَّةِ، فَنُخْلِص ذَلِكَ لَهُ دُونَ مَا سِوَاهُ مِنَ الْأَنْدَادِ وَالْآلِهَةِ” تفسيرُ الطّبريِّ، وقَالَ كَذَلِكَ فِي مَوْضِعٍ فِي تَفْسِيرِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(١٤٠)} هُود، يَقُولُ: “فَهَلْ أَنْتُمْ مُذْعِنُون لِله بِالطَّاعَةِ، وَمُخْلِصُونَ لَهُ الْعِبَادَةَ بَعْدَ ثُبُوتِ الْحُجَّةِ عَلَيْكُمْ؟” تفسيرُ الطّبريِّ .

نَقُولُ: بِأَنَّ الِاسْتِسْلَامَ لِله فِي الْوحْدَانِيَّةِ شَامِلٌ لِأَنْوَاعِ التَّوْحِيدِ كَالْأُلُوهِيَّةِ، وَالرُّبُوبِيَّةِ، وَالْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَغَيْرِهَا، وَقَدْ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ ابْنُ بَطَّةَ رَحمهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (الْإِبَانَة) مَانَصّهُ: “… وَذَلِكَ أَنَّ أَصْلَ الْإِيمَان بِالله الَّذِي يَجِبُ عَلَى الْخَلْقِ اعْتِقَادُهُ فِي إِثْبَاتِ الْإِيمَانِ بِهِ ثَلَاثَةُ أَشْيَاء:
أَحَدُهَا: أَنْ يَعْتَقِدَ الْعَبْدُ آنيّتهُ (أي: إثْبَاتُ وُجُودِ الرَبِّ تبَارك وتعالى) لِيَكُونَ بِذَلِكَ مُبَايِنًا لِمَذَاهِبِ أَهْلِ التَّعْطِيلِ الذِينَ لَا يُثْبِتُونَ صَانِعًا .
وَالثَّانِي: أَنْ يَعْتَقِدَ وَحْدَانِيَّتَهُ لِيَكُونَ مُبَايِنًا بِذَلِكَ لِمَذَاهِبِ أَهْلِ الشِّرْكِ الذِينَ أَقَرُّوا بِالصَّانِعِ وَأَشْرَكُوا مَعَهُ فِي الْعِبَادَةِ غَيْرَهُ.
وَالثَّالِثُ: أَنْ يَعْتَقِدَهُ مَوْصُوفًا بِالصِّفَاتِ التِي لَا يَجُوزُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَوْصُوفًا بِهَا مِنَ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَالْحِكْمَةِ وَسَائِرِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ” .
وَالتَّوْحِيدُ: فِي لُغَةِ الْعَرَبِ هَوَ الْإِفْرَادُ، وَلَا يَقُومُ التَّوْحِيدُ إِلَّا عَلَى رُكْنَيْهِ: النَّفْيُ وَالْإِثْبَاتُ، وَالنَّفْيُ يَقُومُ عَلَى الْبَرَاءَةِ، وَالْإِثْبَاتُ يَقُومُ عَلَى إِفْرَادِ الله بِالْعُبُودِيَّةِ وَالطَّاعَةِ، دَلَّ عَلَى ذَلِكَ مُجْمَلُ الْآيَاتِ الْمُفَسِّرَةِ لِلتَّوْحِيدِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا الله وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ(٣٦ )} النَّحْل، وَقَوْلهُ كَذَلِكَ: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّني بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦)} الزُّخْرُف، فهَذِهِ الْبَرَاءَةُ، {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي(٢٧)} الزُّخْرُف، وَهَذَا هُوَ الإثْبَاتُ، وصِيغَةُ التَّوْحِيدِ جَاءَتْ فِي كِتَابِ رَبِّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي أَقْوَى صِيَغِ الْحَصْرِ وَالْقَصْرِ، هَذَا الْحَصْرُ وَالْقَصْرُ يَدُلّ عَلَى رُكْنِيَّةِ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ، مِنْهَا قَوْلُهُ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اُعْبُدُوا الله مَا لَكُمْ مِنْ إلهٍ غَيْرُهُ (٥٩)} الْأَعْرَاف، تَضَمَّنَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الْأَمْرَ بِالْعُبُودِيَّةِ لِله وَحْدَهُ، وَنَفْيِ أَحَقِّيَّةِ الآلهة الْبَاطِلَةِ لِلْعِبَادَةِ، كَذَلِكَ وَرَدَتْ فِي سِيَاقٍ وَتَرْكِيبٍ آخَر، وَنَصَّتْ عَلَى الْمَفْهُومِ الوَارِدِ فِي الْآيَةِ الْأُولَى كَمَا فِي قَوْلِهِ: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا الله إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ(٢)} هُود، فَقَدْ جَاءَ فِيهَا التَّنْصِيصُ عَلَى مَفْهُومِ الْآيَةِ السَّابِقَةِ لِلنَّهْيِ عَن الْعُبُودِيَّةِ لِغَيْرِ الله تَعَالَى، وَهَذَا التَّنْوِيعُ جَاءَ لِلتَّأْكِيدِ عَلَى هَذِهِ الْحَقِيقَةِ الْعَظِيمَةِ وَهِيَ: الدَّعْوَةُ التِي أُرْسِلَ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ بَيْنَ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ، أَيْ: إِفْرَاد الله عَزَّ وَجَلَّ بِالْعُبُودِيَّةِ وَالطَّاعَةِ، وَالْبَرَاءَة مِنَ الْآلِهَةِ الْبَاطِلَةِ ومِن عَابِدِيهَا، وَالتَّنْصِيصُ عَلَى الْمَفْهُومِ(مَفْهُوم المُخَالَفَةِ) وَالْمَنْطُوق (الْمَعْنَى الْوَارِدُ فِي مَحَلِّ النُّطْقِ)، فَالتَّنْصِيصُ عَلَى هَذَيْنِ المَفْهُومَين هُوَ: لِتَجْلِيَةِ الْمَعْنَى الْعَظِيمِ، الذِي قَامَتْ عَلَيْهِ دَعْوَةُ الرُّسُل مِنْ خَلْعِ الْآلِهَةِ الْبَاطِلَةِ، وَإِفْرَاد الله عَزَّ وَجَلَّ بِخَصَائِصِهِ فِي أُلُوهِيَّتِهِ، وَرُبُوبِيَّتِهِ، وَأَسْمَائِهِ، وَصِفَاتِهِ، حَتَّى لَا يَبْقَى بَعْدَ هذا الْبَيَانِ حُجَّة لِلنَّاسِ بَيْنَ يَدَي الله الْوَاحِدِ الدَّيَانِ، ونُنَبِّهُ هَاهُنَا إِلَى مَسْأَلَةٍ عَظِيمَةٍ وَهِي مَعْنَى العُبُودِيَّةِ لِله، فَقَدْ جَاءَ في مَوَاضِعَ مُتَعَدِّدَة التَّنْصِيصُ عَلَى إِفْرَادِ الله بِالْعُبُودِيَّةِ فِي سِيَاقِ دَعْوَةِ الرُّسُلِ أَقْوَامَهُمْ إِلَى دِينِ الْإِسْلَامِ، فما هو مَعْنَى الْعُبُودِيَّةِ الْوَارِد فِي آيَاتٍ كَقَوْلِهِ: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اُعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ(٦٥)} الْأَعْرَاف، فَنقُولُ: أنّ الدَّعْوةَ إلَى إفْرَادِ اللهِ باِلعُبُودِيَّة شَامِلٌ لِإِفْرَادِهِ بِالْأُلُوهِيَّةِ، وَالرُّبُوبِيَّةِ، وَالطَّاعَةِ، والحُكْمِ، وَالِاتِّبَاعِ، وَهَذِهِ الْمَعَانِي إِنَّمَا هِيَ كُلُّهَا دَاخِلَةٌ فِي قَوْلِه: {اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}، فَتَفْسِيرُ العُبُودِيَّةِ بِالْخُضُوعِ وَالذُّلِّ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ، وَتَفْسِيرُهَا فِي الشَّرْعِ بِالخُضُوعِ لِلهِ وَ الاسْتِكَانَةِ لَهُ بِالطَّاعَةِ، هي: مَعَانٍ لُغَوِيَّة وَشَرْعِيَّة، قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ في تَهْذِيبِ اللُّغَةِ: “وَمَعْنَى الْعِبَادَةِ فِي اللُّغَةِ: الطَّاعَةُ مَعَ الْخُضُوعِ. وَيُقَالُ: طَرِيقٌ مُعَبَّدٌ إِذَا كَانَ مُذَلَّلًا بِكَثْرَةِ الْوَطْءِ، وَبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ قِيلَ: أَنَّهُ إِذَا كَانَ مَطْلِيًّا بِالْقَطِرَانِ .” ، قَالَ الْفَيُّومِيُّ فِي الْمِصْبَاح: العبادةُ “وَهِيَ الِانْقِيَادُ وَالْخُضوعُ ” .

نَقِفُ هنا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلّا أَنتَ أستغْفِركَ وأتُوبُ إليكَ.

• • • يتبع الجزء الثّاني إن شاء الله • • •

سراج الطريق

نحن نزاعٌ من القبائل حققوا البراءة من هذه الجاهلية النكراء … نحن الغرباء الذين تقلدوا لواء الإصلاح … بقايا الحنفاء من يُصلحون إذا فسد الناس … نحن القلة المستضعفة … القلة التي تفر بدينها … القلة السالكة المستوحشة … الحاملون لجراح أمتهم … سراج الظلم في تيه الجاهلية … الأمل في عود الضياء … عِصابة المسلمين وعصارة الموحدين في زمن أقفر ما بين لبنتيها من المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى