![](https://seiraj.com/wp-content/uploads/2023/10/photo_2023-10-13_22-34-26-780x470.jpg)
السؤال : نحن في ديار الكفر وقد يموت أحدنا وليس عنده مال يشتري أرضا ليقبر فيها، فأين ندفن ميتنا ؟
الجواب : نقول أن الأصل حرمة دفن المسلم في مقابر المشركين، وعمل المسلمين في عهد النبي ﷺ ومن جاء بعده هو أن لا يدفن مسلم مع مشرك، قال في المحلى: “لِأَنَّ عَمَلَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ مِنْ عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنْ لَا يُدْفَنَ مُسْلِمٌ مَعَ مُشْرِكٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ثنا وَكِيعٌ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ – وَكَانَ ثِقَةً – عَنْ خَالِدِ بْنِ سَمِيرٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ بَشِيرِ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ ابْنُ الْخَصَاصِيَةِ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَمَرَّ عَلَى قُبُورِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ شَرًّا كَثِيرًا ، ثُمَّ مَرَّ عَلَى قُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا»، فَصَحَ بِهَذَا تَفْرِيقُ قُبُورِ الْمُسْلِمِينَ عَنْ قُبُورِ الْمُشْرِكِينَ”[[1]].
والواجب على المسلمين أن يشتروا أرضاً ليدفنوا فيها موتاهم، لأن الميت المسلم يتأذى بجار السوء المشرك قال المناوي :” ويحرم دفن مسلم في مقبرة كفار وعكسه كما أشار إليه بقوله (فإن الميت يتأذى) يتضرر (بجار السوء) بالفتح والإضافة أي بسبب جوار جار السوء الميت، وتختلف مراتب الضرر باختلاف أحوال المتضرر منه لنحو شدة تعذيب أو نتن ريح أو ظلمة أو غير ذلك”[[2]].
وإن تعذر شراء أرض فللولي أن يدفن الميت المسلم في أرض الموات كبرية ونحوها، فإن كان الوضع الأمني لا يسمح له بذلك ويخاف من متابعة الطواغيت فيقدم أخف الضررين فلا يترك دون دفن ولا حرج والحالة هذه لوليه أن يدفنه في مقابر المشركين والله المستعان.