![](https://seiraj.com/wp-content/uploads/2023/09/photo_2023-09-28_23-40-06-736x470.jpg)
السؤال : هل يجوز استحلال الفروج في ديار الكفر بدعوى السبي ؟
الجواب: نقول أنَّ السبي يشترط فيه الحيازة إلى دار الإسلام، فلا تكون الكافرة سبياً حتى تحوزها إلى دار الإسلام ، ولا يكون ملكه لها في دار الكفر ملكا تاماً تترتب عليه أحكامه لأنه مقهور بالدار، فالسبي لا يصح ملكه إلا بالإحراز بالدار حتى يكون ملكاً تاماً صحيحاً يحل به الوطء، أما من كان مقيماً في دار الكفر كما هو حال المسلمين المستضعفين في هذا الزمان فهو مقهور بالدار ولا يصح ملكه للسبي فيها، ولا يحل له وطئ الكافرات إلا بملك اليمين وهو الملك التام الذي يتحقق بالإحراز إلى دار الإسلام – ولا دار للإسلام في هذا الزمان ـ قال السرخسي :” وَإِنْ دَخَلَ مُسْلِمٌ دَارَ الْحَرْبِ بِأَمَانٍ فَاشْتَرَى جَارِيَةً كِتَابِيَّةً وَاسْتَبْرَأَهَا كَانَ لَهُ أَنْ يَطَأَهَا هُنَاكَ لِأَنَّ مِلْكَهُ فِيهَا تَمَّ بِتَمَامِ سَبَبِهِ فَإِنَّ الشِرَاءَ فِي كَوْنِهِ سَبَبَ الْمِلْكِ تَامٌ لَا يَخْتَلِفُ بِدَارِ الْحَرْبِ وَدَارِ الْإِسْلَامِ بِخِلَافِ الْمُتَلَصِصِ إِذَا أَصَابَ جَارِيَةً فَإِنَّ سَبَبَ مِلْكِهِ هُنَاكَ لَمْ يَتِمَّ قَبْلَ الْإِحْرَازِ لِكَوْنِهِ مَقْهُورًا فِي دَارِهِمْ وَلِأَنَّهُ رُبَّمَا يَتَّصِلُ بِجَيْشٍ فِي دَارِ الْحَرْبِ فَيُشَارِكُونَهُ فِيهَا إِذَا شَارَكُوهُ فِي الْإِحْرَازِ “.
وقال السرخسي :” فَمَنْ سَبَقَتْ يَدُهُ إِلَيْهِ يَكُونُ مُحْرَزًا لَهُ مُخْتَصَّا بِمِلْكِهِ كَالصَّيْدِ وَالْحَشِيش”. وقال في شرح السير الكبير: ” وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ جَاءَ بِهَا وَهُوَ قَاهِرٌ لَهَا، قَدْ رَبَطَهَا فَنَادَتْ بِالْأَمَانِ أَوْ لَمْ تُنَادِ فَهِيَ فَيْءٌ ، لِأَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي أَسَرَهَا وَأَخْرَجَهَا، وَقَدْ كَانَتْ يَدُهُ بِطَرِيقِ الْقَهْرِ ثَابِتَةً عَلَيْهَا، وَذَلِكَ سَبَبٌ لِاسْتِحْقَاقِهِ نَفْسَهَا ، فَإِنَّهَا حَرْبِيَّةٌ لَا أَمَانَ لَهَا، إِلَّا أَنَّهُ حِينٍ أَحْرَزَهَا بِمَنَعَةِ الْجَيْشِ ، فَالْجَيْشُ شُرَكَاؤُهُ فِيهَا، لِأَنَّ الْإِحْرَازَ بِالدَّارِ حَصَلَ بِهِمْ جَمِيعًا وَلَوْ لَمْ يُخْرِجْهَا إِلَى عَسْكَرِ الْمُسْلِمِينَ وَلَكِنْ أَخْرَجَهَا إِلَى دَارِ الْإِسْلَامِ فَهَذَا وَالْأَوَّلُ سَوَاءٌ، إِلَّا فِي خَصْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَهُوَ أَنَّهُ يَخْتَصُّ بِهَا هُنَا إِذَا جَاءَ بِهَا قَاهِرًا لَهَا لِأَنَّهُ تَفَرَّدَ بإِحْرَازِهَا بدَارِ الْإِسْلَامِ ، وَلَا خُمْسَ فِيهَا لِأَنَّهُ مَا أَصَابَهَا عَلَى وَجْهِ إِعْلَاءِ كَلِمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَا أَخَذَهُ الْمُتَلَصِصُ وَأَحْرَزَهُ بِدَارِ الْإِسْلَامِ”.