الصوتيات والمواعظ

فضفضة … ماذا قدمت منذ أسلمت ؟

صوتية بعنوان : فضفضة ... ماذا قدمت منذ أسلمت ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلهِ وَكَفَى وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى الْمُصْطَفَى أَمَّا بَعْدُ …تَقُولُ إِلَى مَتَى وَأَنْتَ مُنْقَطِعٌ فِي عُزْلَتِكَ مُنفَردُ ؟؟ مَارَأَيْتُكَ إِلَّا عَاكِفًا عَلَى هَذِهِ الصحائفِ وَتَجْهَدُ … تَتَقَلَّبُ بَيْنَهَا دُونَ انْقِطَاعٍ أَوْ فُتُورٍ يَعْتَرِيكَ أَوْ تَتْعَبُ!! إِنِّي أَصْبَحْتُ أَغَارُ مِنْ هَذِهِ الدَّفَاتِرِ وَالْأَوْرَاقِ✺ كَمَا تُغَارُ النِّسَاءُ مِنْ شَقَائِقِهَا وَتَضْطَرِبُ✺ هل تَظُنُّ أَنَّكَ تَقْدِرُ عَلَى فِعْلِ مَا لَمْ يَفْعَلْهُ مَنْ سَبَقَكَ؟! أَو لَكَ أَنْ تُغَيِّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ مَنْ حَاوَلَ قَبْلَكَ؟! هَلْ عِنْدَكَ مِن السِّحْرِ مَاتَصرِفُ بِهِ أَهْلَ الْبَاطِلِ عَنْ بَاطِلِهِمْ؟ أَوْ في يَدِك مَاتَضْرِبُ بِهِ عَلَى أَيْدِي الطُّغَاةِ فَتُوجِعُهُمْ؟ مَا أَنْتَ إِلَّا رَجُلٌ مُسْتَضْعَفٌ تَفِرُّ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ تَتَرَقّب✺ لَا تَأْمَن أَنْ يَتَخَطَّفَكَ أَعْدَاؤُكَ مِن بَيْنِ أَيْدِيكَ أو مِنْ خَلْفِكَ إِنَّ جِرَاحَكَ لَاتَزَالُ تثعب … صَرَفَ اللَّهُ عَنْكَ بِلُطْفِهِ كُلَّ مَاتخَاف وَتَحْذَرُ✺ قُلْتُ: بَيْنِي وَبَيْنَكِ وِدْيَانٌ وَأَنْهَار✺ بَيْنَ الْخَوَاطِرِ وَالْأَفْكَارِ✺ فَأَنْتِ تَريْنَ جَسَدًا مُعْتَزِلًا قَدْ أَرْهَقَهُ النَّظَرُ فِي هَذِهِ الصَّفَحَات✺ قَدْ غَمَرَتْهُ الْوَحْشَةُ مِمَّنْ حَوْلَهُ مُنْقَطِعٌ عَنْهُمْ فِي الْفَلَوَات✺ تَحْسَبِينَ أَنَّهُ قَدْ صَارَ أَسِيرًا لِهَذِهِ الْوَرَقَات … أَوَّاهُ أَنْت فِي الْحُسْبَانِ قَدْ غَرَّك ظَاهِرٌ لَا أَمَلَ لَك فِي تَغْيِيرِه✺ وَوَاقِعٌ لَا جَدْوَى فِي مُدَافَعَتِه … إِنَّكِ تَرَيْنَ إِلَى مَا تَحْتَ أَقْدَامِك مِن الْمَحْسُوسَات✺ وَأَنَا مُسَافِرٌ بِفِكْرِي إِلَى حَيْثُ أَجْنِي مَا أُحِبُّ وَأَشْتَهِي مِن الثَّمَرَات … شَتَّان مَا بَيْنِي وَبَيْنَك مِن الْمَسَافَات .قَالَتْ: إِنِّي لَا أَفْهَمُ هَذَا الكَلَامَ وَلَا أَعِي✺ وَلَسْتُ هُنَا لِأَفُكَّ هَذِهِ الْألْغَازَ وَالِإشَارَات✺ لَكِنَّكَ مُنْقَطِعٌ إِلَى مَا لَا يُنَالُ مُبْتَغَاهُ وَلَا يُدْرَكُ قَرِيبُهُ أَوْ مَدَاه✺ فَهَوّن عَلَى نَفْسِكَ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ✺ فَإِنِّي أشْفِقُ عَلَيْكَ مِن الْبَذْلِ فِي دَرْكِ السَّرَابِ أَوْ مُنَاطَحَةِ السَّحَاب . قُلْتُ: مَنْ لَا يَفُكُّ هَذِهِ الْأَلْغَازَ لَا يَحْلُمُ بِمُنَاطَحَةِ السَّحَاب✺ وَلَا يَعْدُو مِن مُكَابَرَةِ ظِلِّهِ حَالَ الذَّهَابِ وَالْإِيَاب✺ وَلَسْتُ مَنْ يَجْرِي خَلْفَ السَّرَاب✺ فَأَنَا أَعْرِفُ جَيِّدًا أَيْنَ أضَعُ هَذِهِ الْخُطَى عَلَى مَسَارِ الثَّرَى وَالتُّرَاب✺ وَلَسْتُ مُكَلَّفًا بِالْوُصُولِ أَو الْإِدْرَاك✺ فَأَنَا مُخَاطَبٌ بِالْمَسِيرِ عَلَى صَحِيحِ السَّبِيلِ وَأَمْضِي✺ وَهَا أَنَا أَسِيرُ عَلَى عَرَجٍ شَدِيدٍ أَتَوَكَّأُ أَعْثُرُ حِينًا فَأَقُومُ وَأَمْضِي رغْمَ كُلِّ الْكَمَائِنِ وَالْمَكَائِدِ وَالصِّعَاب … وَلَيْسَ بُعْد الطَّرِيقِ أَوْ عَظَمَةُ السُّدُودِ وَالْخَنَادِقِ يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ التَّسَلُّقِ وَالِارْتِقَاءِ فَوْقَ مَا نَهَاب … فَإِنَّنَا لَا نَعِيشُ إِلَّا لِلْمُنَاجَزَةِ وَلَا نُحْسِنُ غَيْرَهَا✺ وَمَنْ يَتَهَيَّب صُعُودَ الْجِبَالِ يَعِيشُ دَهْرُهُ بَيْنَ الْحُفَرِ وَسَطَ الْجِيَفِ وَالذُّبَاب .وَإِنَّ الَّذِي يَعِيشُ لِنَفْسِهِ وَأَهْلِهِ قَدْ يَعِيشُ مُسْتَرِيحَ الْبَالِ خَالِيًا مِن الْحِمْلِ الثَّقِيلِ✺ لَكِنَّهُ يَعِيشُ صَغِيرَ الْحَجْمِ نَكِرَةً مَغْمُورًا✺ وَيَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ كَذَلِكَ مُنْطَفِئ الذِّكْرِ مَهْجُورًا✺ وَأَمَّا الَّذِي يَحْمِلُ الْعِبْءَ الثَّقِيلَ يَعِيشُ كَبِيرًا بِهَمِّهِ شَامِخًا صَبُورًا✺ وَيَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ تُخَلِّدُ مَآثِره ذِكْرَاه وَتَرْفَعُ مِنْ ذِكْرِهِ وَشَأْنِهِ وَهُوَ تَحْتَ ثَرَاه .إِنْ كُنْتَ تَطْمَعُ فِي الْعَلْيَاءِ تَخْطُبُهَا ✺وَتَبْتَغِي مَنْزِلَ التَّكْرِيمِ تَسْكُنُهُ ✺لَا تُخْلِ نَفْسَكَ مِنْ عِلْمٍ تَسُودُ بِهِ ✺فَقَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ ✺ إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَى سَالِكِ الطَّرِيقِ هُم الَّذِين يَسُدُّونَ أَمَامَهُ الْأَبْوَابَ وَيُغَلِّقُونَ فِي وَجْهِهِ الْأَمَلَ فِي التَّغْيِير✺ الَّذِينَ بِضَاعَتُهُمْ تَخْذِيلُ الْعَامِلِينَ وَالتَّثْبِيط …

قَوْمٌ أَرْعَبَهُمْ مَا وَصَلَ إِلَيْهِ الْأَعْدَاءُ مِنْ قُوَّةٍ وَرِبَاط✺ فَجَزَمُوا بِعَدَمِ جَدْوَى الْعَمَلِ فِي مَسَارٍ مُصَادِمٍ لِلْأَنْظِمَةِ فِي هَذَا الزَّمَان✺ فَرَكَنُوا إِلَى تَرْقِيعِ الْوَاقِعِ الْمَحْتُومِ مُسْتَسْلِمِين✺ فَتَخَطَّفَتْهُم الشَّيَاطِينُ وَصَحَّحَتْ لَهُم الْعَيْشَ دُونَ مُنَاجَزَةٍ أَوْ حَرَاكٍ مُتَخَلِّفِين قال تعالى: ﴿۞ وَلَوۡ أَرَادُوا۟ ٱلۡخُرُوجَ لَأَعَدُّوا۟ لَهُۥ عُدَّةࣰ وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللهُ ٱنۢبِعَاثَهُمۡ فَثَبَّطَهُمۡ وَقِیلَ ٱقۡعُدُوا۟ مَعَ ٱلۡقَـٰعِدِینَ (٤٦) لَوۡ خَرَجُوا۟ فِیكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالࣰا وَلَأَوۡضَعُوا۟ خِلَـٰلَكُمۡ یَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِیكُمۡ سَمَّـٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللهُ عَلِیمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِینَ (٤٧)﴾ التّوبة .
مَاذَا قَدَّمْتُمْ لِهَذِهِ الدَّعْوَة أَيُّهَا الْمُسْلِمُ أَيَّتُهَا الْمُسْلِمَة … سُؤَالٌ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَطْرَحَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَيُجِيبَ عَلَيْهِ بِكُلِّ صِدْقٍ وَأَمَانَة … مَاذَا قَدَّمْتُم لِهَذَا الدِّين؟؟ هَلْ كُنْتَ لَبِنَةً فِي الْبِنَاءِ أَوْ أَنْتَ حَجْرَة عَثْرَة فِي سَاقِيَةٍ لَا أَنْتَ انْتَفَعْتَ بِالْمَاء✺ وَلَا تَرَكْتَ الْمَاءَ يَصِلُ إِلَى الشَّجَرِ فَتَحْيَا بِه … فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ هَلْ كَثَّرْتَ السَّوَاد؟ أَوْ دَلَلْتَ عَلَى الْخَيْرِ فَانْتَفَعَ مَنْ تَعَرَفُ بِه؟ … مَا مَحَلُّ الْقَضِيَّة فِي حَيَاتِك؟ مَاذَا بَذَلْتَ لَهَا؟ بِمَاذَا نَصَرْتَ أَهْلَهَا✺ أَوْ أَنَّكَ خَذَلْتَ مَنْ رَجَا مِنْكَ عَوْنًا وَنَصِيرًا؟ … مَا مُؤَشِّر وَلَائكَ لِلْمُسْلِمِينَ وَبَرَاءَتِكَ مِن الْكَافِرِين … أَمْ أَنْتَ رَقمٌ مَعْدُودٌ لَا يَضُرُّ زِيَادَتُهُ فِي الْعَدِّ وَلَا نُقْصَانُهُ؟!! هَلْ رَضِيتَ أَنْ تَعِيشَ لِدُنْيَاكَ✺ وتشحَّ عَن الدِّينِ بِكُلِّ قَطْرَة بَذْلٍ أَوْ عَطَاء لِأُخْرَاك✺ فَإِذَا اسْتَنْفَرَكَ عِرْقُ الْعَشِيرَةِ ثَارَتْ حَمِيَّتُك … وَإِذَا اسْتَنْفَرَكَ دَاعِيَ الْإِسْلَامِ تَنَاثَرَتْ هِمَّتُك✺ لَوْ طَلَبَ مِنْكَ أَخُ الْعَشِيرَةِ دِينَارًا لَبَذَلْتَ لَهُ عَشْرًا✺ وَلَوْ طَلَبَ مِنْكَ أَخَا الْإِسْلَامِ دِرْهَمًا لَصَدَدْتَ عَنْهُ صُمًّا وَعُمْيًا وَبُكْمًا … لَعَمْرِي فَأَنْتَ لَا تَزَالُ فِي جَاهِلِيَّتِكَ وَلَا تَدْرِي✺ وَمَا الْإِسْلَامُ فِي حَيَاتِكَ إِلَّا كَلَام✺ لَا حَقَائِقَ لَهُ فِي حَيَاتِكَ وَلَا مقام … رَاجِعْ دِينَك فَأَنْتَ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِن الْهَلَاك .

لِلْأَسَف لَقَدْ خُلّفْنَا بَيْنَ ظَهْرانِي أَقْوَامٍ مُنْصَهِرِينَ مِنَ الدِّينِ وَالْمَبَادِئِ وَالْقَيَمِ وَالْأَخْلَاقِ✺ خُلّفْنَا إِلَى أَقْوَامٍ تَقِيسُ بِمَقَايِيسَ مَادِّيَّةٍ بَحْتَة✺ تَلْهَثُ خَلْفَهَا وَتَجْهَدُ فِي تَحْصِيلِهَا وَتُوَالِي وَتُعَادِي عَلَيْهَا وَهِيَ كُلُّ مُنَاهَا وَغَايَة مُنْتَهَاهَا✺ حَتَّى صَارَ بَاطِنُ الْأَرْضِ أَحَبّ إِلَيْنَا مِنْ ظَاهِرِهَا وَإِلَى اللهِ الْمُشْتَكَى … بَيْنَ أَقْوَامٍ وَدِيَارٍ يَضِيعُ فِيهَا الدِّين✺ وَصَارَ يَتَطَبَّعُ بِطِبَاعِهَا مَنْ سَاكنهَا مِن الْمُسْلِمِين✺ فَقَلَّ مَنْ سَلِمَ مِنْ فِتْنَتِهَا وَالِانْجِرَافِ فِي سَيْلِهَا النَّجِسِ الْعَرِم إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ تَعَالَى … فَصَارَ الدَّاءُ مُسْتَشْرِيًا فِي أَنْفُسِنَا وَقُلُوبِنَا✺ فَقَبْلَ أَنْ نَنْظُرَ فِي قُوَّةِ أَعْدَائِنَا لَا بُدَّ مِنَ النَّظَرِ فِي صَفِّنَا وَمَنْ يُحْسَبُ عَلَيْنَا وَهُوَ رَأْسُ مَالِنَا … لَابُدَّ مِنْ تَهْذِيبِ أَنْفُسِنَا وَتَقْوِيمِهَا قَبْلَ أَنْ نَنْظُرَ فِي أَيِّ شَيْءٍ خَارِجٍ عَنْ ذَوَاتِنَا … لَابُدَّ أَنْ نَقْتَلِعَ بَذْرَةَ الِانْهِزَامِ الَّتِي تُكَبِّلُ الْأَيدِي وَتَشُلُّ الْأَرْجُلَ عَن الْمَسِير … لَا بُدَّ مِنْ تَرْبِيَةٍ سُنِّيَّةٍ سلفيّة تَشُدُّ أَخْلَاقَ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ جُذُورِهَا … لَابُدَّ مِنْ إِصْلَاحٍ لِهَذِهِ الْقُلُوبِ الَّتِي اخْتَلَفَتْ وَتَفَرَّقَتْ حَتَّى لَا تَجِدُ قَلْبَيْنِ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ إِلَّا مَا رَحِمَ اللهُ تَعَالَى …

نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالْعَيْبُ فِينَا … وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانا
وَنَهْجُوا ذَا الزَّمَانِ بِغَيْرِ ذَنْبٍ … وَلَوْ نَطَقَ الزَّمَانُ لَنَا هَجَانا
وَلَيْسَ الذِّئْبُ يَأْكُلُ لَحْمَ ذِئْبٍ … وَيَأْكُلُ بَعْضُنَا بَعْضًا عيَانا
إِنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ أَوْ مُسْلِمَةٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُقَدِّمَ لِدِينِهِ وَيَبْذُلَ لِهَذِهِ الدَّعْوَةِ عَلَى حَسَبِ جُهْدِهِ وَطَاقَتِهِ✺ وكلٌّ بِمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَيُوَفَّقُ إِلَيْهِ✺ وَلَوْ بِالدَّلَالَةِ عَلَى الْخَيْرِ وَالدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ✺ إِنَّ الْمُسْلِمَ هُوَ الَّذِي يَحْمِلُ عِبْءَ الْمُسْلِمِينَ وَيُعِينُهُمْ عَلَى نَوَائِبِ الدَّهْرِ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا✺ وَخَاصَّةً فِي هذا الزَّمَانِ الَّذِي يُعَانِي فِيهِ إِخْوَانُهُ وَأَخَوَاتُهُ الْأَمَرَّيْنِ فِي غُرْبَتِهِمْ وَأُسْرِهِمْ وَاسْتِضْعَافِهِمْ✺ وَلَيْسَ الْمُسْلِمُ الَّذِي يُغْلِقُ بَابَهُ وَيَقْبِضُ يَدَهُ عَنْ إخْوَانِهِ وَهُمْ فِي أَمَسِّ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ✺ وَلَيْسَ لَهُمْ بَعْدَ اللهِ إِلَّا إِخْوَانُهُمْ فِي الدِّينِ بَعْدَ أَنْ تَرَكَهُمُ النَّاسُ وَمَا يَعْتَقِدُونَ وَاشْتَدَّتْ عَلَيْهِمْ وَطأة الْكُفَّار✺ وَطَالَتْ عَلَيْهِم السِّنِين وَالْأَعْمَارُ فِي الزَّنَازِينِ وَرَاءَ الْقُضْبَانِ✺ وَانْصَرَفَ عَنْهُم الْقَرِيبُ وَالْبَعِيد … لَيْسَ الْمُسْلِمُ مِنْ شِيمَتِهِ الْخذْلَان✺ لَيْسَ هُوَ مَنْ يُدِيرُ ظَهْرَهُ وَيَقْبِضُ يَدَهُ لِمَنْ قَصَدَهُ فِي الْبَذْلِ وَالْعَطَاء … لَيْسَ هُوَ مَنْ يَتْرُكُ إخْوَانَهُ وَحْدَهُمْ فِي الْبَلَاء✺ وَيَعِيشُ لِنَفْسِهِ وَأَهْلِهِ فِي الرَّخَاء … إِنَّ الْأَيَّامَ دُوَلٌ وَدَوَام الْحَالِ مِن الْمُحَال وَمَنْ زَرَعَ الْخَيْرَ سَيُجَازَى بِهِ وَمَنْ زَرَعَ غَيْرَهُ فَلَا يَجْنِي سِوَاه .
هِيَ فَضْفَضَةٌ لِمَا نَعِيشُهُ فِي هَذَا الزَّمَانِ مِنْ نُكُولٍ وَخذْلَانٍ فَإِلَى اللهِ نَشْكُو غُرْبَةَ الزَّمَانِ وَقِلَّةَ الْإِخْوَانِ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيم .

وآخر دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

سراج الطريق

نحن نزاعٌ من القبائل حققوا البراءة من هذه الجاهلية النكراء … نحن الغرباء الذين تقلدوا لواء الإصلاح … بقايا الحنفاء من يُصلحون إذا فسد الناس … نحن القلة المستضعفة … القلة التي تفر بدينها … القلة السالكة المستوحشة … الحاملون لجراح أمتهم … سراج الظلم في تيه الجاهلية … الأمل في عود الضياء … عِصابة المسلمين وعصارة الموحدين في زمن أقفر ما بين لبنتيها من المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى