![](https://seiraj.com/wp-content/uploads/2023/10/4456-780x470.jpg)
السؤال : ذكر بعضهم أن الذبح لله عند أماكن الأوثان شرك، فما علة الشرك هنا ؟
الجواب : لا شك أن ظاهر الذي يذبح في الأماكن التي يذبح فيها لغير الله تعالى كالمشاهد والقبور الشرك بالله تعالى، فإذا رأيت رجلا يذبح عند هذه المشاهد والقبور التي تعبد من دون الله فهو منهم، ومثله الذي يطوف بالقبور أو يستقبلها رافعا يديه بالدعاء وهكذا، وقد يكون هذا الفاعل في حقيقة أمره لم يصرف العبادة لغير الله تعالى كرجل يطوف بالقبر بحثاً عن شيء ضاع له، أو يرفع أكفه بالدعاء لله عز وجل في مكان يُدعى فيه غير الله أو يذبح لله عز وجل في مكان يُذبح فيه لغير الله … فكل هذه الأفعال لا تجوز عند هذه المشاهد لما في ذلك من التشبه بالمشركين وهي ذريعة للوقوع في الشرك بالله تعالى، فضلا على أن الذبائح التي تذبح في ذلك المكان محرمة لا يجوز الأكل منها لورود النهي عن ذلك، والأصل في ذلك ما روي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ، قَالَ: نَذَرَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنْ يَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : «هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: «هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟»، قَالُوا: لَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّهُ لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ»[[1]]