![](https://seiraj.com/wp-content/uploads/2023/10/63f20d398a3f6-1-780x470.png)
السؤال : ما حكم هذه الألفاظ: دخيل الله … مشان محمد …حل عن سمانا ؟
الجواب : نقول أنَّ الأولى بالمسلم تجنب الأمثال الشعبية والألفاظ الدارجة على ألسنة العوام والدهماء حتى يعلم خلوها من المحاذير الشرعية ويعرف المقصود منها بشكل واضح، ويتحقق من اللفظ هل يحتمل معانٍ منها معنى قبيح مستعمل، وذلك حتى لا يزلَّ لسانه بكلمة لا يدري أين تذهب به، فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: سَمِعْتُ بِلاَلَ بْنَ الحَارِثِ الْمُزَنِيَّ، صَاحِب رَسُولِ اللهِ ﷺ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ”[[1]].
قَالَ عَلْقَمَةُ: فَانْظُرْ وَيْحَكَ مَاذَا تَقُولُ؟ وَمَاذَا تَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَرُبَّ كَلَامٍ قَدْ مَنَعَنِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ مَا سَمِعْتُ مِنَ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ”[[2]]
أما كلمة “دخيل الله” فمعناها أنا داخل على الله أي مستجير بالله لاجئ إليه، وفي حمايته وحفظه وهذا معنى صحيح لا لبس ولا إشكال فيه، وقد يستعملها البعض بمعنى آخر غير الاستجارة بالله وهذا لا حرج فيه كذلك .
أما كلمة “مشان محمد ﷺ: فمعناها “لأجل النبي ﷺ” أي أنْ تُعطي وتتصدق وتبر وتعمل الخير لأجل النبي ﷺلا لأجل الله، والنبي ﷺ عبدٌ لا يُعبد، إنما رسولٌ يُطاع ويتبع، فالعبادة حقُّ الله وحده لا شريك له وهذا اللفظ من شرك الألفاظ.
أما كلمة:” حل عن سمانا” يراد بها المعنى المعروف بين الناس وهو “اتركني” أو “انصرف عني” فيريد منه ألا يجتمع معه تحت سقف واحد، أو تحت شيء يظلهما، فإذا أراد السماء التي تظل الأرض فالمراد به أن يتباعد عن السماء التي تظله، لا أنه أراد نسبة السماء ملكاً واختصاصاً إلى نفسه فهذا لا يقصده أحد.