السؤال : هناك أخت مسلمة يضربها أهلها ضربا مبرحا إذا لم تذهب للجامعة، فماذا تفعل ؟
الجواب : أقول من وقع عليه الضرب والتعذيب على قول كلمة الكفر أو فعله فيرخص له ذلك لدفع الأذى عن نفسه، كما ورد في آية النحل وسبب نزولها، وما روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أنه قَالَ : ” مَا مِنْ كَلَامٍ أَتَكَلَّمُ بِهِ بَيْنَ يَدَيْ سُلْطَانٍ يَدْرَأُ عَنِّي بِهِ مَا بَيْنَ سَوْطٍ إلَى سَوْطَيْنِ إلَّا كُنْتُ مُتَكَلِّمًا بِه» [[1]]، والسوطين بحق الصحابي ابن مسعود مبرحة يُخشى عليه منهما التلف لضعفه ونحالة جسمه[[2]].
فمن وقع عليه السوط وخشي الهلكة فله أن يرفعه إن استطاع بلسانه، وهذا الذي صرح به الإمام مالك وأحمد في غير ما موضع:
• قال أبو الفضل صالح: قال أبي ــ الإمام أحمد ــ : إن امتحن فلا يجيب، ولا كراهة، فالمكره لا يكون عندي إلا أن ينال بضرب أو بتعذيب، فأما المتهدد فلا يكون عندي بالتهديد مكرها؛ لأن الآية التي قال اللَّه فيها: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾[النحل ١٠٦] فالإيمان ـــــ يقصد آية الإيمان السالفة ــــ ، نزلت في عمار، وكان عمار عذب”[[3]].
• وقال حنبل رحمه الله: «امتحن عبّاس بن عبد العظيم العنبريّ وعليّ بن المدينيّ بالبصرة، فأمّا عبّاس فأقيم فضرب بالسّوط فأجاب، وأقعد عليّ بن المدينيّ فلم يمتحن حتى ضرب عبّاس وهو ينظر، فلمّا رأى ما نزل بعبّاس العنبريّ، وأنّ عباسًا قد أجاب، أجاب عليّ عند ذلك، ولم ينل بمكروه ولا ضرب، وحذر لمّا رأى ما نزل بعبّاس من الضّرب، فعذر أبو عبد الله عباسًا، ولم يعذر عليًا لذلك»[[4]].