![](https://seiraj.com/wp-content/uploads/2023/10/AdobeStock_570708583-2-780x470.jpg)
السؤال : هناك امرأة لها ولد أصيب جراء حادث وحاله كان سيئا جدا، ومن شدة الخطر الذي كان فيه حينها نذرت أمه بأن تصوم سنة كاملة وبعدها عافاه الله، فهل لها أن تصوم ؟
الجواب : النَّذْرُ: هُوَ مَا يُوجِبُهُ وَيُلْزِمُهُ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ طَاعَةٍ لِسَبَبٍ يُوجِبُهُ، لَا تَبَرُّعًا”، والذي ذُكر في السؤال هو من النذر المشروط: إن شفى اللهُ ابني فلله عليَّ صوم سنة، وهذا النوع من النذر لا يكون خالصًا للتقرب لله تعالى بل معلَّق بشرط حصول نفع للناذر، وهو مكروه لنهي النبي ﷺ عنه، وذلك أن الناذر شرَط ذلك بالمنفعة، فإذا لم يشفه الله تعالى، فلن يصوم ولن يتصدق على الفقراء؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «لَا تَنْذِرُوا فَإِنَّ النَّذْرَ لَا يُغْنِي مِنْ الْقَدَرِ شَيْئًا، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ»، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: إِنَّ النَّذْرَ لَا يُقَرِّبُ مِنْ ابْنِ آدَمَ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ اللَّهُ قَدَّرَهُ لَهُ، وَلَكِن النَّذْر يُوَافِقُ الْقَدَرَ، فَيُخْرَجُ بِذَلِكَ مِنْ الْبَخِيلِ مَا لَمْ يَكُن الْبَخِيلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَ»
وهذا النذر وإن كان مكروهًا فإنه يجب الوفاء به؛ لقوله تعالى: ﴿ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق﴾ [الحج: ٢٩]، وهذا أمر بالوفاء بالنذر، وهو يقتضي الوجوب.
وروى البخاريُّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِهِ» وهذا نذر طاعة، فوجب الوفاءُ به .