الفتاوىفتاوى الحديث وعلومه

هل حديث “أجر خمسين منكم” عند أبي داود والترمذي وغيرهم حديث صحيح، وإن كان صحيحا ما هو معناه وشرحه ؟

السؤال : هل حديث “أجر خمسين منكم” عند أبي داود والترمذي وغيرهم حديث صحيح، وإن كان صحيحا ما هو معناه وشرحه ؟

الجواب : الحديث الذي أشار إليه السائل ضعيف رواه ابن ماجة في سننه، قال حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ اللَّخْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ، كَيْفَ تَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} [المائدة: ١٠٥] ؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ – يَعْنِي – بِنَفْسِكَ، وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامَّ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ»، وَزَادَنِي غَيْرُهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ ؟ قَالَ: «أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ»، فيه عتبة بن أبي حكيم قَال أَبُو بَكْر بْن أَبي خيثمة عَن يحيى بْن مَعِين: ضعيف الحديث.
كَذَلِكَ قال مُحَمَّد بْن عوف الطائي.
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم : سمعت أَبِي يَقُول: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل يوهنه قليلا، وَقَال النَّسَائي  : ضعيف.
وَقَال في موضع آخر: ليس بالقوي.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ ، عَن أَبِي بشر الدولابي: ضعيف. قال: أظنه ذكره عن النَّسَائي.
وفي كتاب الآجري عن أبي داود: سألت يحيى بن معين عنه؟ فقال: “والله الذي لا إله إلا هو، إنه لمنكر الحديث”.
 
  وعمرو بن جارية لم يرو له أبو دَاوُد، والتِّرْمِذِيّ، وابْن مَاجَهْ إلا هذا الحديث، وأبو أمية الشعباني- واسمه يُحْمِدُ، وقيل: عبد الله بن أخامر- ذكرهما المؤلف في الثقات، وروى عنهما أكثر من واحد..
وأخرجه أبو داود “4341” في الملاحم: باب الأمر والنهي، ومن طريقه البيهقي في “السُّنن” 10/92، وأخرجه أبو نعيم في “الحلية” 2/30 من طريق أحمد بن علي الأبار، كلاهما عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي “3058” في التفسير: باب ومن سورة المائدة، عن سعيد بن يعقوب الطالقاني، والبغوي في “شرح السُّنة” “4156” من طريق عيسى بن نصر، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، به.
وأخرجه ابن ماجة “4014” في الفتن: باب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} من طريق صدقة بن خالد، والبيهقي في “السُّنن” 10/91، 92 من طريق محمد بن شعيب، كلاهما عن عتبة بن أبي حكيم، بهذا الإسناد.

سراج الطريق

نحن نزاعٌ من القبائل حققوا البراءة من هذه الجاهلية النكراء … نحن الغرباء الذين تقلدوا لواء الإصلاح … بقايا الحنفاء من يُصلحون إذا فسد الناس … نحن القلة المستضعفة … القلة التي تفر بدينها … القلة السالكة المستوحشة … الحاملون لجراح أمتهم … سراج الظلم في تيه الجاهلية … الأمل في عود الضياء … عِصابة المسلمين وعصارة الموحدين في زمن أقفر ما بين لبنتيها من المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى