![](https://seiraj.com/wp-content/uploads/2023/10/malikpc_Islamic_kingdom_814a3ca5-a3ad-426a-89da-7863167c1778-780x470.png)
السؤال : ما معنى البركة، وما حكم قول بعض العوام فلان نتبرك به، وقولهم بركاتك يا فلان ؟
الجواب: أقول أنَّ البركة هي ثبوت الخير في الشيء، والتبرك هو طلب كثرة الخير ودوامه، ويشير السائل إلى التبرك بالصالحين أو آثار الصالحين كقولهم: فلان هذا بركة، أو زارني اليوم بركة، أو لقد حلت علينا البركة … فنقول لا يجوز التبرك بأحد من الخلق غير النبي ﷺ لا بوضوئه ولا بشعره ولا بعرقه ولا بشيء من جسده أو ثيابه، ولا يجوز القياس على النبي ﷺ غيره من الصالحين وهو من القياس بفارق وهذا خاص بالنبي ﷺ لما جعل الله في جسده وما مسه من الخير والبركة، ولهذا لم يتبرك الصحابة بأحد منهم لا في حياته ولا بعد وفاته، لا مع الخلفاء الراشدين ولا مع غيرهم، فدل ذلك على أنهم قد عرفوا أن ذلك خاص بالنبي ﷺ دون غيره[[1]]، ولأن ذلك وسيلة إلى الشرك وعبادة غير الله سبحانه والغلو في الصالحين الذي هو أصل الشرك في قوم نوح عليه السلام وقد يكون هو الشرك بذاته، قال ابن رجب في معرض سياقه للنهي عن المبالغة في تعظيم الأولياء والصالحين وتنزيلهم منزلة الأنبياء: “وكذلك التبرك بالآثار فإنمـا كـــان يفعله الصحابة مع النبي ﷺ ولم يكونوا يفعلونه مع بعضهم ولا يفعله التابعون مع الصحابة، مع علو قدرهم فدل على أن هذا لا يُفعل إلا مع النبي ﷺ مثل التبرك بوضوئه، وفضلاته، وشعره، وشرب فضل شرابه وطعامه”[[2]].
وأما ما يستدل به البعض من أن الشافعي تبرك بغسول ثياب أحمد بن حنبل، وأحمد ليس بنبي، فهذه القصة لا تثبت عن الشافعي بحــال مـــن الأحوال لأن إسنادها مظلم[[3]]، ولا يصح في الأصول الاستدلال بمثل هذه الأفعال وإن صحت.