الفتاوىالمناهي اللفظيةفتاوى العقيدة

ما معنى البركة، وما حكم قول بعض العوام فلان نتبرك به، وقولهم بركاتك يا فلان ؟

  السؤال : ما معنى البركة، وما حكم قول بعض العوام فلان نتبرك به، وقولهم بركاتك يا فلان ؟

الجواب: أقول أنَّ البركة هي ثبوت الخير في الشيء، والتبرك هو طلب كثرة الخير ودوامه، ويشير السائل إلى التبرك بالصالحين أو آثار الصالحين كقولهم: فلان هذا بركة، أو زارني اليوم بركة، أو لقد حلت علينا البركة … فنقول لا يجوز التبرك بأحد من الخلق غير النبي ﷺ لا بوضوئه ولا بشعره ولا بعرقه ولا بشيء من جسده أو ثيابه، ولا يجوز القياس على النبي ﷺ غيره من الصالحين وهو من القياس بفارق وهذا خاص بالنبي ﷺ لما جعل الله في جسده وما مسه من الخير والبركة، ولهذا لم يتبرك الصحابة بأحد منهم لا في حياته ولا بعد وفاته، لا مع الخلفاء الراشدين ولا مع غيرهم، فدل ذلك على أنهم قد عرفوا أن ذلك خاص بالنبي ﷺ دون غيره[[1]]، ولأن ذلك وسيلة إلى الشرك وعبادة غير الله سبحانه والغلو في الصالحين الذي هو أصل الشرك في قوم نوح عليه السلام وقد يكون هو الشرك بذاته، قال ابن رجب في معرض سياقه للنهي عن المبالغة في تعظيم الأولياء والصالحين وتنزيلهم منزلة الأنبياء: “وكذلك التبرك بالآثار فإنمـا كـــان يفعله الصحابة مع النبي ﷺ ولم يكونوا يفعلونه مع بعضهم ولا يفعله التابعون مع الصحابة، مع علو قدرهم فدل على أن هذا لا يُفعل إلا مع النبي ﷺ مثل التبرك بوضوئه، وفضلاته، وشعره، وشرب فضل شرابه وطعامه”[[2]].

     وأما ما يستدل به البعض من أن الشافعي تبرك بغسول ثياب أحمد بن حنبل، وأحمد ليس بنبي، فهذه القصة لا تثبت عن الشافعي بحــال مـــن الأحوال لأن إسنادها مظلم[[3]]، ولا يصح في الأصول الاستدلال بمثل هذه الأفعال وإن صحت.

سراج الطريق تلجرام

سراج الطريق الأساسية

سراج تفريغات

بوت سراج الطريق

المصدر
[[1]]  قال الشاطبي:" الصحابة -رضي الله عنهم- بعد موته ﷺ لم يقع من أحدٍ, منهم شيء من ذلك بالنسبة إلى من خلفه، إذ لم يترك النبي ﷺ بعده في الأمة أفضل من أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- ، فهو كان خليفته، ولم يُفعل به شيءٌ من ذلك، ولا عمر - رضي الله عنه-، وهو كان أفضل الأمة بعده، ثم كذلك عثمان، ثم علي، ثم سائر الصحابة الذين لا أحد أفضل منهم في الأمة، ثم لم يثبت لواحد منهم من طريق صحيح معروف أن متبركاً تبرك به على أحد تلك الوجوه أو نحوها، بل اقتصروا فيهم على الاقتداء بالأفعال والأقوال والسير التي اتبعوا فيها النبي ﷺ فهو إذاً إجماع منهم على ترك تلك الأشياء. " الاعتصام\" 2/8-9[[2]] الحكم الجديرة بالإذاعة من قول الرسول [ بُعثت بين يدي الساعة. لابن رجب ص55. [[3]]  تاريخ دمشق\" (7/270-271) و\"مناقب الإمام أحمد\" لابن الجوزي ص551. وقد نص الذهبي على عدم صحتها، فقد قال في كتابه \"سير أعلام النبلاء\" عند ترجمته للربيع: \"ولم يكن صاحب رحلة، فأما ما يُروى أن الشافعي بعثه إلى بغداد بكتابه إلى أحمد بن حنبل فغير صحيح\" راجع \"سير أعلام النبلاء\" (12/578-588).

سراج الطريق

نحن نزاعٌ من القبائل حققوا البراءة من هذه الجاهلية النكراء … نحن الغرباء الذين تقلدوا لواء الإصلاح … بقايا الحنفاء من يُصلحون إذا فسد الناس … نحن القلة المستضعفة … القلة التي تفر بدينها … القلة السالكة المستوحشة … الحاملون لجراح أمتهم … سراج الظلم في تيه الجاهلية … الأمل في عود الضياء … عِصابة المسلمين وعصارة الموحدين في زمن أقفر ما بين لبنتيها من المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى