الفتاوىفتاوى الحديث وعلومه

حديث الرسول الذي فيه “ولكنكم غثاء كغثاء السيل” كيف تجمعون بينه وبين تكفير الشعوب الآن؟

    السؤال : حديث الرسول الذي فيه “ولكنكم غثاء كغثاء السيل” كيف تجمعون بينه وبين تكفير الشعوب الآن؟

الجواب : الحـديـث الـذي أشـار إلـيـه الـسـائل هـو حـديث ضـعيف رواه الإمـام أحمـد مـن طـريـق أبـي جـعـفـر المـدائني، أخبرنـا عبـد الـصـمـد بـن حبيـب الأزدي، عـن أبيـه حبيـب بـن عـبـد اللـه، عـن شـبيـل بـن عـوف عـن أبي هريرة، قال: سمعت رسـول اللـه يقـول لـثوبـان: ” كيـف أنـت يـا ثـوبـان، إذ تـداعت علـيكم الأمـم كتداعيكم على قصعة الطعام تُصيبون منه؟ ” قال ثـوبـان: بأبي وأمـي يـا رسـول الله، أمـن قلـة بنـا؟ قال: ” لا، بل أنتم يومئذ كثير، ولكن يلقى في قلوبكم الوهن ” قالوا: ومـا الـوهن ؟ يـا رسـول الله؟ قال: ” حُبكم الدنيا وكراهيتكم القتال »
وفي هـذه الروايـة عبـد الـصـمـد بـن حبيـب ضعفه أحمـد وأبـو زرعـة والعقيلي، وقـال البخاري وأبو حاتم: لين الحديث.

   ورواه أبو داود قـال حـدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، حدثنا بشر بن بكر، حدثنا ابـن جـابر، حدثني أبو عبد السلام، عـن ثـوبـان، قـال: قـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشـك الأمـم أن تداعى عليكم كمـا تـداعى الأكلة إلى قصعتها»، فـقـال قـائـل: ومـن قلـة نـحـن يومئذ؟ قال: «بـل أنـثـم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن اللـه مـن صـدور عـدوكم المهابـة مـنكم وليقذفن الله في قلوبكم الـوهـن»، فـقـال قائل: يـا رسـول الله، ومـا الـوهـن؟ قال: «حـب الـدنيا، وكراهيـة المـوت».
ومـدار حـديث ثـوبـان على أبـي عبـد الـسـلام وهـو صـالـح بـن رسـتم أبـو عبـد السـلام وهـو مجهـول، قـال المنذري أبو عبـد السـلام هـذا هـو صـالـح بـن رسـتم الهاشمي الدمشـقي سـئـل عنـه أبـو حـاتـم فـقـال مجهـول لا نعرفه.

   ثـم نـقـول علـى فـرض صحة الحـديـث فـقـد وقـع تـداعي الأمـم علـى هـذه الأمـة في الأزمـان الماضية كمـا في موقعـة التـتـار و الغـزو الصليبي الأول لـديار الإسلام، أما هـذا الـزمـان فيتنـزل عليـه حـديث أبي هريرة، قـال: قـال رسـول اللہ ﷺ: «بدأ الإسلام غريبا، وسيعود كما بدأ غريبا، فطوبى للغرباء»، فهـو زمـان تـسـلـط الطواغيـت علـى هـذه الـديـار ودخـول الـنـاس في دينهم أفواجـا كـمـا أخـبـر بـذلك النبي ﷺ عـن أبـي هـريـرة قـال: « تـلا رسـول اللـه : إذا جاء نصر الله والفتح : ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا » [النصـــــــــر:٣]، فقـال رســول اللـه ﷺ ليخرجن منه أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا﴾.

سراج الطريق

نحن نزاعٌ من القبائل حققوا البراءة من هذه الجاهلية النكراء … نحن الغرباء الذين تقلدوا لواء الإصلاح … بقايا الحنفاء من يُصلحون إذا فسد الناس … نحن القلة المستضعفة … القلة التي تفر بدينها … القلة السالكة المستوحشة … الحاملون لجراح أمتهم … سراج الظلم في تيه الجاهلية … الأمل في عود الضياء … عِصابة المسلمين وعصارة الموحدين في زمن أقفر ما بين لبنتيها من المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى