الفتاوىفتاوى منهجية

بعض الأشخاص يقول للناس: لن يصح إسلامك إلا بعد امتحان خمسين سؤالا، حتى وإن حقق الشخص أصل الدين وتبرأ من هذه الأقوام المشركة عندهم لا يقبل إسلامه، حتى يكفر بعض العلماء أو من انحرفوا عن طريق العلم في الأزمنة الماضية، حتى وإن كان لا يعلم شيئا عن علمهم أو حالهم ؟

السؤال : بعض الأشخاص يقول للناس: لن يصح إسلامك إلا بعد امتحان خمسين سؤالا، حتى وإن حقق الشخص أصل الدين وتبرأ من هذه الأقوام المشركة عندهم لا يقبل إسلامه، حتى يكفر بعض العلماء أو من انحرفوا عن طريق العلم في الأزمنة الماضية، حتى وإن كان لا يعلم شيئا عن علمهم أو حالهم ؟

الجواب : نقـول أن الامتحـان هـو بحقيقـة الإسـلام الـذي هـو الاستسـلام للـه بالتوحيــد، والانقيــاد لــه بالطاعـة، والبـــراءة مــن الشـــــرك والأقـــــــوام المشـركة، فمـن حـقـق الـبـراءة مـن المشركين والشــرك الـواقـع فـي قـومـه كشـــــرك الطاعـة والحاكميـة والعبــادة وأفـرد اللـه عـز وجـل بالطاعـة والانقيــــاد والحكــم والعبــادة فهـو المســلم، وهـذا هـو منـاط المحنـة ويثبـت لـه بهـذا الـقـدر الإسـلام الحكمـي الـذي هـو فـي مقـام الإتيـان بالشهادتين مـع العـلـم بمعناهـا كـمـا ورد في النصـوص بيـان ذلـك والـتـي منها:

   قـــوله تعــــالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) [آل عمران؛٦٤]، قـال أبـو العاليـة: «كلمـة السـواء لا إلـه إلا الله ».
وفي هـذا الـنـص دعـوة أهـل الـكـتـاب ـ اليهود والنصارى ـ إلى الإسلام، فـأمر اللـه نبيـه أن يـدعوهم إلى الكلمـة السـواء وهـي لا إلـه إلا اللـه بـذكـر مـدلـولـها الـذي يصـح بـه إسـلامهم، فـإن نطقـوا بـه وحـقـقـوه كـانـوا مسلمين، (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) أي: فـإن تـولـوا عـن هـذا النّصـف وهـذه الـدعوة فأشهدوهم أنتم على استمراركم على الإسلام الذي شرعه الله لكم”.
      وهـذا نـص فـي محـل النـزاع: حيـث أن اللـه اشـترط علـى أهـل الكتـاب عـدم اتخاذ الأنـداد، والبراءة مـن الشـرك والأديـان غير الإسـلام، وهـو الـعـرض الـتـام لقبول إسلامهم في سياق الدعوة إليه فهل بعد هذا الكلام كلام؟!!.

     ومن السنة وردت نصوص كثيرة منها:
   عـن أبـي مالك، عن أبيه، قال: سمعت رسـول اللہ ﷺ ، يقـول مـن قـال: لا إله إلا اللـه، وكـفـر بـمـا يعبـد مـن دون اللـه، حـرم مـالـه، ودمـه، وحسـابه على اللـه، قـال عبـد الـرحـمـن بـن حـسـن: “وأمـا قـولـه ﷺ في الحـديث الصحيح: وكـفـر بمـا يعـبـد مـن دون اللـه ، فهـذا شـرط عـظـيم لا يصـح قـول: لا إلـه إلا اللـه إلا بوجـوده، وإن لـم يـوجـد لـم يـكـن مـن قـال: لا إله إلا اللـه مـعـصـوم الـدم والـمـال، ولأن هـذا هـو معنى: لا إله إلا اللـه، فلـم ينفعـه الـقـول بـدون الإتيـان بالمعنى الذي دل عليـه مـن تـرك الشرك والبراءة منـه وممـن فـعـلـه، فـإذا أنـكـر عبـادة كـل مـا يـعبـد مـن دون اللـه وتبرأ مـنـه وعـادى مـن فـعـل ذلـك، صـار مـسـلما معصـوم الـدم والمـال، وهـذا معنـى قـول اللـه تعـالى: (فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [البقرة:٢٥٦].

  * وعـن عبـادة بن الصامت، قـال: قـال رسـول اللہ ﷺ: «مـن قـال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبـد اللـه، وابـن أمته، وكلمته ألقاهـا إلـى مـريم وروح منـه، وأن الجنّـة حـق، وأنّ النّـار حق، أدخلـه اللـه مـن أي أبواب الجنـة الثمانيـة شـاء»، وهـذا الـنـص فـيـه التنصيص على النطـق بـبعض الأصـول الـتـي عرفـت تـلـك الطائفـة بمخالفتهـا، كما في قوله « وأن عيسى عبـد اللـه، وابـن أمتـه » لمـن عـلـم منـه اعـتـقـاد ألـوهـيـة عيسى عليه السلام.

  * وعـن أنـس بـن مـالـك قـال: قـال رسـول اللہ ﷺ: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللـه، وأن محمدا رسـول اللـه، فـإذا شهدوا واستقبلوا قبلتنا، وأكلـوا ذبيحتنا، وصلوا صلاتنا، فقد حرمت علينـا دمـاؤهم وأموالهم إلا بحقها، لهم ما للمسلمين، وعليهم ما عليهم».

سراج الطريق

نحن نزاعٌ من القبائل حققوا البراءة من هذه الجاهلية النكراء … نحن الغرباء الذين تقلدوا لواء الإصلاح … بقايا الحنفاء من يُصلحون إذا فسد الناس … نحن القلة المستضعفة … القلة التي تفر بدينها … القلة السالكة المستوحشة … الحاملون لجراح أمتهم … سراج الظلم في تيه الجاهلية … الأمل في عود الضياء … عِصابة المسلمين وعصارة الموحدين في زمن أقفر ما بين لبنتيها من المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى