🖋 قصيدة بعنوان: سيل الهموم.
:بسم الله الرحمان الرحيم .. الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى أما بعد
إلى كل من أتعبه الفراق … أرهقه البعاد … أوجعه الخذلان …
إلى كل أسير في غربة … إلى كل مغترب في وحشة … إلى كل منبوذ وطريد … إلى كل حر وعزيز … إلى من قال كلمة الحق فهجروه … من صرخ في وجوههم فطردوه … من قاتلهم فلاحقوه … إلى كل تائه في الديار قد لفظته الديار لم يجد موطئ قدم له في تلك الديار … إلى كل خائف يترقب … إلى كل متخلف عن القطيع … إلى كل مسلم معتز بإسلامه ثابت على دينه لم يعط الدنية من أمره ولم يراوغ روغان الثعالب … إليكم هذه الأبيات.
يا أيها الحر الطريد في أرضهم … سقط الجَناح ولم تلبي دعائيا
أين الوفاء والجواب لعهدنا … أم كان قولا للفعال مقاليا
قال الكريم عهوده لا تنثني … لكني صيد والضباع حواليا
والنار تكوي للفراق بأضلعي … والصبر يحثو على الجراح مداويا
كمن يرسم أحلامه في وسادة … والنوم يفتح للغريب أمانيا
والقلب يهوى والأيادي كليلة … والبعد يقتل في الفؤاد شبابيا
كم فرحة قد أجلت لغيابكم … لا طعم يُرجى للحياة يا غاليا
سيل الهموم وقطره متواليا … وقد رسمنا على الفؤاد مجاريا
يا ويح قلبي ما حملت ولم تزل … بالنبض حيا للحياة مقاسيا
أشد من حمل الجمار وقابض … وثابت ومصابر ورجائيا
في ربنا منه العطايا والمدد … فيه يجيب ضراعتي ودعائيا
في الدرب أعرج ماشيا وكأنني … في أرض جدب في جبال عالية
لا زاد أوفى والصعودُ موحش … وكأن روحي للسماء مناديا
يا رب ثبت في الطريق سالكا … يرجوا البلوغَ في المفازة ناجيا
لا ذل فوق هواننا في دارهم … وكأننا سبي العدو وراضيا
نظراتهم لن تنسى يوما أننا … كنا لهم مثل الزعاق القانيا
دارت رحاها وانجلت لغبارها … صدق الطريق عندنا وبدا لي
حقا عزيزا ضائعا في دياركم …. فالشرك عم في الديار وداعيا
يا مشركين في الديار وساكنا … يا عابدين إلى الطغاة مواليا
يا جاهلين بأصل دين محمد … يا معرضين عن الكتاب مُقاليا
يا أمة قد حكَّمت أرذالها … للشعب شرع في البلاد عاليا
ومحاكم ومشاهد ومقابر … للعاكفين وفودهم متواليا
للغرب دينا قلدوا وتقلدوا … شركا صريحا معلنا في داريا
ذهب الذين يعاش في أكنافهم … وبقيتُ فردا في مسوخ شانية
والشام تبكي من جراح مهاجر … والقلب يدمَى من قيود عاتية
وإماؤنا تحت الخيام تكتوي … ورجالنا في سجون قهر كاوية
وكم صرخنا في الذكور ولا صدى … وكأني أنفخ في الرماد الباليا
يا رب جيلا مسلما مستسلما … للدين يحمل راية وكتابية
يا أيها الطاغوت إن لديننا … بقايا عز في العوالم حامية
يا أيها الطاغوت خبت مذمما … إن الحكومة للإله القاضيا
يأيها الطاغوت لسنا بالذي … يعطي الدنية أو يهادن جانيا
يا أيها الطاغوت لو طال الأمان … ستكون أياما عليكم عاتية
لسنا خوارج والذي فلق النوى … لسنا أزارقة الجموع الخالية
لسنا خوارج يا مداخلة الخنا …. يا شر من خطب المنابر لاغية
يا نعل طاغوت حُماة عروشهم … يا بائعا بالدين أجرا دانية
إنا على التوحيد دينا خالصا … على النهج صفوا للصحابة قافية
يا مسلمون توحدوا وتأهبوا … واستمسكوا بالوحي حبل إلاهيا
يا مسلمون إن الديار قد خلت … من شوكة تنكى العدوَ الباغية
ما طاب عيش ما استطابت لقمة … بين الحثالة والعفيفة جارية
يا رب جمعا ثم فتحا بيننا … يا رب حفظا من عدو طاغية.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.